عن الأحنف بن قيس ﵀ قال، قال لي عمر رضوان الله عليه: يا أحنف، من كثر ضحكه قلَّت هيبته، ومن مزح استخف به، [ومن أكثر من شيء عُرف به، ومن كثُر كلامه كثُر سقطُه، ومن كثُر سقطُه قلّ حياؤه، ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه] «١»
لا تله عن أمر وهَى منه جانب ... فيتبعه في الوَهْيِ- لا شكَّ- سائره
إذا طَرَفٌ من حَبْلك انحَلَّ صدرُه ... تداعت وشيكَا بانحلالٍ مرائره «٢»
وقال آخر «٣»:
اقضِ الحوائجَ ما استطعت، وكُنْ لهمِّ أخيك فارِجْ فَلَخَيْرُ أيامِ الفتى يومٌ قَضى فيه الحوائجْ كتب بعض الحكماء إلى أخ له: أما بعد، فاجعل القنوع ذخرًا تبلغ به إلى أن يفتح باب يحسن بك الدخول فيه؛ فإن الثقة من القانع لن تخذل، وعون الله سبحانه مع ذي الأناة. وما أقرب الصنع من الملهوف! وربما كان الفقر نوعًا من آداب الله ﷿، وخيرةً في العواقب. والحظوظ مراتب. فلا تعجل على ثمرة لم تُدرك، فإنك تدركها في أوانها عذبة. والمدبر لك أعلم بالوقت الذي تصلح فيه لما توصل [به] «٤»؛ فثق بخيرته لك في الأمور كلها.
وقال المهلَّب بن أبي صفرة ﵀ لولده: إذا سمع أحدكم العوراء فليتطأطأ لها تخطَّه.
1 / 17