﵁ إلى اليمامة «١»، انتدب «٢» ثابت بن قيس بن شماس، فعقد له أبو بكر الصديق ﵁ لواءً على الأنصار ﵃. ثم سار مع خالد إلى أهل الردة، فشهد وقعة طُلَيحة بن خويلد «٣» وأصحابه، ثم شهد اليمامة، فلما رأى انكشاف المسلمين، قال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة ﵃:
ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله ﷺ، فحفرا لأنفسهما حفرتين وقاما فيهما «٤» - مع سالم مولى أبي حذيفة راية المهاجرين، ومع ثابت بن قيس راية الأنصار- حتى قتلا ﵄، وعلى ثابت درع له نفيسة كانت لآبائه، فمر به رجل من الضاحية «٥» فأخذها عنه، وهو قتيل ﵀، فأري بلال بن رباح- ﵀ ثابت بن قيس يقول له في منامه: إني أوصيك بوصية، فإياك ان تقول هذا حلم فتضيعها. إني لما قتلت بالأمس جاء رجل من ضاحية نجد، وعليّ درعي فأخذها، فأتى بها منزله فأكفأ عليها برمةً، وجعل على البرمة رحلًا، وخباؤه في أقصى العسكر، إلى جانب خبائه فرس يستن في طوله «٦» . فأْتِ خالد بن الوليد فخبِّره، فليبعث إلى درعي فليأخذها، وإذا قدمت على خليفة رسول الله ﷺ فأخبره أن عليّ من الدين كذا، ولي من الدين كذا؛ وسعد ومبارك غلاماي حرَّان: فإياك أن تقول هذا حلم فتضيِّعه. فلما أصبح بلال ﵀ أتى خالدًا ﵀ فخبره الخبر؛ فبعث خالد نفرًا إلى الدرع فوجدوها كما قال، فلما قدم بلال ﵀ المدينة، أتى أبا بكر الصديق رضوان الله عليه فأخبره
1 / 14