262

لباب الآداب

لباب الآداب

پوهندوی

أحمد محمد شاكر

خپرندوی

مكتبة السنة

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

د خپرونکي ځای

القاهرة

وأنشدوا: فِيَّ انْقِباضٌ وَحِشمَةٌ فإذَا ... لَقِيتُ أهلَ الوَفَاءِ وَالكَرَمِ أَرسَلْتُ نَفْسي على سَحِيَّتِها ... وَقُلتُ ما قلت غَيرَ مُحْتَشِمِ وقال أبو عثمان ﵀: إذا صحّت المحبة تأكدت على المحبِّ ملازمة الأدب. وقال الثوري ﵀: من لم يتأدّب للوقت، فوقته مقتٌ. قال الله ﷾: وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [٢١: ٨٣] لم يقل «ارحمني» لأنه حفظ أدب الخطاب. وكذلك عيسى ﵇، إذ قال له الباري ﷾: يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ «١»، أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟ قالَ: سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ، إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ [٥: ١١٦] ولم يقل «لم أقل» رعاية للأدب. وقال الحكماء: لا أدب إلاّ بعقلٍ، ولا عقل إلاّ بأدبٍ: هما كالنفس والبدن، فالبدن بغير نفس جثّةٌ لا حراك بها، والنفس بغير بدن قوة لا ظهور لفعلها «٢»، فإذا اجتمعا وتركَّبا نهضا وفعلا. وقالوا: ليس العاقل- وإن كان تامًّا- بمستغنٍ عن الأدب والعلم، اللذين هما زينته وجماله، لأن الله تعالى جعل لكثيرٍ من خلقه زينةً، فزينة السماء بكواكبها، والأرض بزهرتها، والقمر بنوره، والشمس بضيائها. والأدب

1 / 232