للعقول كالجلاء للسيوف، فإن السيوف إذا تعوهدت بالصَّقل عملت ونفعت، وإذا لم تجل «١» صدئت وبطلت.
وقيل لبقراط: ما الفرق بين من له أدب ومن لا أدب له؟ قال: كالفرق بين الحيوان الناطق والحيوان غير الناطق.
وقالوا: من كثر أدبه شرف وإن كان وضيعًا، وساد وإن كان غريبًا، وكثرت الحاجة إليه وإن كان فقيرًا.
وقالوا: الأدب اللازم خيرٌ من الحسب المضاف.
وقال الشاعر:
وَمَا الحسب الموروث- لا درّدرّه ... بِمُحْتَسَبٍ إِلاّ بِآخَرَ مُكتسَبْ
إذا العُودُ لَمْ يُثْمِرْ- وَإنْ كَانَ شُعْبَةً «٢» ... مِنَ المُثْمِرَاتِ- اعْتَدَّهُ النَّاسُ فِي الحَطَبْ
وَلِلمَجْدِ قَوْمٌ سَاوَرُوهُ بِأنفُسٍ ... كِرَامٍ وَلَمْ يَعْبَوْا بِأُمٍّ وَلاَ بِأبْ «٣»
دخل كعب الأحبار على عمر بن الخطاب ﵁ وهو على فراش، وعن يمينه ويساره وسادتان، فقال له عمر [﵁] «٤»: اجلس يأبا اسحق، وأشار بيده الى الوسادة، فثناها كعب وجلس على البساط. فقال له عمر [﵁] «٥»: ما يمنعك من أن تجلس على الوسادة؟ قال: فيما أوصى سليمان بن داوود ﵉: لا تغش «٦» السلطان حتى يملَّك، ولا تنقطع عنه حتى ينساك، وإذا دخلت عليه فاجعل بينك وبينه مجلس رجلٍ أو رجلين، فعسى أن يأتي من