وبلغ الشافعي، رضي الله عنه، أن عبد الرحمن بن مهدي مات ابن له، فجزع عليه عبد الرحمن جزعا شديدا (¬1)، فبعث إليه الشافعي، رضي الله عنه (¬2): يا أخي (¬3)، عز نفسك بما تعزي به غيرك، واستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك، واعلم أن [أمض] (¬4) المصائب فقد سرور وحرمان (¬5) أجر، فكيف إذا اجتمعا مع (¬6) اكتساب وزر؟ فتناول حظك يا أخي إذا قرب منك قبل أن تطلبه، وقد نأى عنك، ألهمك الله عند المصائب صبرا، وأحرز لنا ولك بالصبر أجرا، وكتب إليه (¬7):
إني معزيك لا أني على ثقة ... من الخلود ولكن سنة الدين
مخ ۳۶