وقاطعتها ليلى وقد خفق قلبها بالعطف الشديد على عباس: وأين ذهب الشيخ مدبولي يا عباس؟
وقال عباس دون أن يلتفت إلى ليلى: طيب يا وهيبة، يا كذابة.
كان عباس يحس الطعنة غائرة في صميم كرامته، ولكن ليلى خففت ألمه وهي تسأله في براءة وكأنها لم تسمع قصة ضربه: يا أخي قل، أين ذهب الشيخ مدبولي؟
والتفت عباس إلى ليلى وكأنما يعود إليها من أعماق سحيقة: من؟ آه الشيخ مدبولي؟
وقالت ليلى: نعم الشيخ مدبولي، أين ذهب؟ - رفت، لا أرجعه الله. - رفت؟ - نعم. - لماذا؟
وتماوجت في عين عباس أضواء من بريق اللذة؛ فإنه يحب أن يخبرها لماذا رفت، ويخشى في الوقت ذاته أن يخبرها؛ يخشى ألا تقبل منه هذا الحديث، ويخشى هذه الوهيبة التي تقعد له كالعقلة في الزور، ولكنه لم شتات شجاعته آخر الأمر وقال: يبدو أنه لم يكن قاسيا قسوة كافية مع تلميذ معين بالذات.
وقالت وهيبة: ماذا؟
وقالت ليلى: لا أفهم شيئا.
وقال عباس: أتريدين أن تعرفي؟ - نعم. - على ألا تغضبي؟
وسكتت ليلى، وقالت وهيبة: قل يا عباس، قل والنبي.
ناپیژندل شوی مخ