وأمر بسجنه حتى يحقق معه بنفسه، على حين أعلن براءة الحمال وتاجر المزادات، واستبقى المعلم سحلول قليلا، فقال له: إني مدين لك بالكثير يا معلم سحلول، ولكن خبرني ألك خبرة بالطب؟
فأجاب باسما: كلا يا مولاي، ولكن لي خبرة بالموت!
11
قال سليمان الزيني للمعين بن ساوي: ما تصورتك خائنا أبدا، وظننت أن المحنة التي وقعنا فيها جميعا قد طهرتنا، وأن حياتنا ستقوم على العدل والنقاء، وإذا بك تخون الأمانة وتستهين بالكرامة وتتمادى في الفسق والجريمة.
فقال المعين: لا أنكر شيئا مما تقول، لقد أعلنا توبة، ولكن الشيطان لم يتب بعد. - لا عذر لك، ولأجعلن منك عبرة لكل معتبر. - مهلا .. لست صيدا سهلا، والشر انبثق من دارك. - عليك اللعنة.
فقال بهدوء: لي شريك هي الست جميلة زوجتك.
ارتجف الرجل غاضبا، وصاح: ماذا قلت؟ - دعتني بدافع الغيرة، وأغرتني بالتخلص من جاريتك المفضلة قوت القلوب. - خائن ومفتر. - يجدر بك أن تحقق مع زوجتك أولا. - زعم باطل، لن ينجيك من النطع.
فقال الرجل بتحد: سأطالب بتحقيق عادل، وسيجري علي ما يجري عليها .. فالشريعة فوق الجميع.
12
ما بين يوم وليلة شاخ سليمان الزيني وتهدم .. ولم تتوان، فقرر ست جميلة حتى أقرت بتدبيرها .. تصدى للحقيقة بحيرة بالغة .. إعلان الحقيقة يعني القضاء على أم أولاده كما يعني القضاء على مركزه .. والحق واضح، ولكن تبين له أنه أضعف من أن يتخذ القرار الحق .. وجد نفسه منحدرا إلى العفو عن الاثنين، كي تبقى جميلة في داره كما يبقى المعين في وظيفته .. واتخذ القرار المتهالك وفقد شرفه.
ناپیژندل شوی مخ