وأعظمه وأبلغه مالإمام المتقين، أمير المؤمنين، وسيد الوصيين،
وأخي سيد المرسلين عليهم صلوات رب العالمين وهو مالا يستطاع حصره، ولايطاق إحصاؤه وذكره، فما زال إمام المرسلين، وخاتم النبيين - صلوات الله عليهم وسلامه - يبين للأمة مقامه في كل مقام، ويقرر لهم حجته عند الله وعند رسوله من ابتداء الدعوة النبوية إلى آخر الأيام؛ فأما المقامات العظام، التي خطب بها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لإبلاغ الحجة أهل الإسلام، فإن أكثرها من أعلام نبوة سيد الأنام، ومعجزاته المخبرة بالغيوب على مرور الأعوام.
[تواتر خبر الموالاة وهو خبر الغدير ومخرجوه]
كالمقام الشهير، الذي قام به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يوم الغدير، في ذلك الجم الغفير، والجمع الكثير؛ لتأكيد حجته، عام حجته، ووداعه لأمته، موصيا لهم بالثقلين، مستخلفا عليهم الخليفتين، مبينا لهم اقتراب إجابته لداعي الله، وتلبيته لوعد الله، مقررا لهم بحجة الله، قائلا لهم: ((أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟)).
قالوا: بلى يارسول الله.
فقال: ((اللهم اشهد)) ثم قال: ((اللهم اشهد)).
ثم قال: ((فمن كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره)).
وفي هذا اليوم أنزل الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } [المائدة:3]، وستأتي الطرق في ذلك.
ولا ينافي هذا مارواه بعضهم أي العامة من نزول الآية في يوم عرفة، فالجمع ممكن مع الصحة، بتكرر النزول كما نصوا على ذلك في غيرها من الآي، كآية التطهير؛ ذكره الطبري وغيره.
مخ ۳۷