فهذا المجموع المبارك إن شاء الله تعالى خلاصة ما ينيف على عشرين مجلدا، في هذا الباب وغيره، سوى ما من الله تعالى بجمعه، وتحصيل نفعه، مما لم يكن مزبورا في كتاب؛ وليس مختصا بجمع الأسانيد، فإنما هي مقصد من المقاصد، وفائدة من الفوائد، بل يتضمن إن شاء الله تعالى فوائد وفرائد، من أنواع الفنون، تقر بها العيون، ويرتاح لها الراغبون، وتحقق لهم إن شاء الله تعالى ما يرجون؛ ولكنه لايجل نفعها، ويعظم وقعها، إلا عند ذوي الاختبار، المليين بالإيراد والإصدار، والقصد بفضل الله تعالى التقرب إليه عز وجل بتقريب الفائدة للطالبين، وتحصيل الثمرة العائدة على الراغبين؛ سائلا لمن وقف عليه /25 من إخواني المؤمنين، والعلماء العاملين، صالح الدعوات المباركات، في المحيا والممات؛ لاسيما بالسداد والثبات، والعفو والمغفرة من رب البريات.
وأنا أسأل الله تعالى بحق جلاله أن يصلي ويسلم على ملائكته المقربين، وأنبيائه الأكرمين، الذين صفوتهم سيد المرسلين وآل محمد الطاهرين، وأن يكافئ عني من أنالني بأفضل المكافاة، ويحسن من فضله وكرمه له في الدارين المجازاة، ويرزقنا جميعا المرافقة لأوليائه في المقام الأمين، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، آمين؛ وأن ينفع به، ويجعله من الأعمال المقبولة، والآثار المكتوبة، إنه قريب مجيب.
وقد وسمته بلوامع الأنوار؛ في جوامع العلوم والآثار، المتضمن للبلاغ المبين، ببراهين اليقين.
وسيكون إن شاء الله تعالى جامعا نافعا، شاملا للباب ما حفلت به الأبواب، مع المبالغة عند الانتهاء إلى الطرقات، في انتقاء أصحها وأرجحها، وأجمعها وأنفعها، والاقتصار على مالا غنى عنه من المختار، والإيراد لبحث نافع، مما يوفق الله تعالى له من المؤلفات بعد تمام الإسناد، كما هي طريقة الإمام الحجة، المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) في الشافي، عند ذكره لطرق كتب العترة (ع)؛ إلا أني آتي بأبسط مما صنعه الإمام؛ لكونه لم يذكر ذلك إلا عارضا على سبيل الإلمام، وقد أفعم كتابه بما عم نفعه جميع الأنام، وأشاد قواعد الإسلام، فعلى روحه الزكية أزكى السلام؛ سالكا في جميع ذلك إن شاء الله تعالى للنمط الوسيط، المجانب لجانبي الإفراط والتفريط، وهو المسلك القويم، كما قال:
عليك بأوساط الأمور فإنها .... سبيل إلى نيل المراد قويم
ولا تك إما مفرطا أو مفرطا .... كلا طرفي قصد الأمور ذميم
مخ ۲۶