لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
99

لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

پوهندوی

ياسين محمد السواس

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

۱۴۲۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تصوف
وفي صحيح مسلم (^١)، عن ابن مسعودٍ، أنه قال في يوم عاشوراءَ: "هو يومٌ كان رسولُ الله ﷺ يصُومُه قبل أن ينزِلَ رمضانُ، فلمَّا نَزَلَ شهرُ رمضانَ تُرِكَ". وفي رواية "أنه تَرَكه" (^٢). وفيه أيضًا (^٣) عن جابر بن سَمُرَةَ، قال: كان رسول الله ﷺ يأمرنا بصيام يومِ عاشوراء، ويحثُّنا عليه، ويتعاهَدُنا (^٤) عندَه، فلمَّا فُرِضَ رمضانُ لم يأمُرْنا ولم يَنْهَنا عنه، ولم يَتَعَاهَدْنا عنده. وخرَّج الإمامُ أحمد (^٥)، والنسائي، وابنُ ماجه، من حديث قيسِ بن سَعدٍ قال: "أمرَنا رسولُ الله ﷺ بصيام عاشوراءَ قبلَ أن ينزِلَ رمضانُ، فلمَّا نَزَلَ رمضانُ لم يأمرْنا ولم ينْهَنا". وفي رواية (^٦): ونحن نَفعلُه. فهذه الأحاديث كلها تدُلُّ على أن النبي ﷺ لم يُجدِّدْ أمرَ الناسِ بصيامِه بعدَ فرضِ صيام شهرِ رمضانَ، بل تركَهم على ما كانوا عليه من غير نَهْي عن صيامِه، فإن كان أمَرُه ﷺ بصيامِه قبلَ فرضِ صيام شهرِ رمضانَ للوجوبِ، فإنَّه يَنْبَني على أن الوُجوبَ إذا نُسِخَ فهلْ يبقَى الاستحبابُ أَم لا، وفيه اختلافٌ مشهورٌ بين العلماءِ. وإن كان أمرُه للاستحباب المؤكِّدِ فقد قيلَ: إنَّه زالَ التَّأكيدُ وبقي أصلُ الاستحباب، ولهذا قال قيسُ بن سَعدٍ: ونحنُ نفعَلُه. وقد رُوي (^٧) عن ابن مسعود وابن عُمَرَ ﵄ مَا يَدُلُّ على أن أصلَ استحباب صيامه زالَ. وقال سعيدُ بن المسيّب: لم يَصُمْ رسولُ الله ﷺ عاشوراءَ؛ وروي عنه عن سعد (^٨) بن أبي وقَّاص. والمرسلُ أصحُّ؛ قاله الدَّارَقطني. وأكثرُ العلماء على استحبابِ صيامِه من غير تأكيدٍ.

(^١) صحيح مسلم رقم (١١٢٧) في الصيام، باب صوم يوم عاشوراء. وقال أبو كُرَيب: تَرَكَهُ. (^٢) في ش، ع: "أنه تركه له". (^٣) صحيح مسلم رقم (١١٢٨). (^٤) يتعاهدنا عنده: أي يراعي حالنا عند عاشر المحرم، هل صمنا فيه أم لم نصم. (^٥) رواه الإمام أحمد في "المسند" ٣/ ٤٢٢ و٦/ ٦، والنسائي رقم (٢٥٠٦) في الزكاة، باب فرض صدقة الفطر قبل نزول الزكاة، وإسناده حسن. (^٦) هي في مسند أحمد ٣/ ٤٢٢ وفي سنن النسائي: "وكنا نفعله". (^٧) أخرج مسلم في "صحيحه" رقم (١١٢٦) عن عبد الله بن عمر ﵄: أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وأن رسول الله ﷺ صامه، والمسلمون، قبل أن يفترض رمضان. فلما افتُرض رمضان، قال رسول الله ﷺ: "إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه". (^٨) في آ: "سعيد" خطأ.

1 / 106