189

لمحه په شرح ملحه کې

اللمحة في شرح الملحة

پوهندوی

إبراهيم بن سالم الصاعدي

خپرندوی

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۲۴ ه.ق

د خپرونکي ځای

المدينة المنورة

ژانرونه

صرف او نحو
مُنْذُ يَوْمُ الجمعة) و(لَمْ أَرَهُ مُذْ اليومُ)؛ فإذا جُرَّ الزّمان بعدهما فهما حرفا جرٍّ بمعنى (مِنْ) مع الماضي، وبمعنى (في) مع الحاضر كما تقدّم. فإذا أتى بعدهما الفعل حُكِمَ باسميّتهما، [و] ١ كونهما ظرفين٢. قال سيبويه٣: "وممّا يُضاف إلى الفعل قولك: ما رأيته مُذْ كان عندي، ومُنْذُ جاءني"، ومنه قولُ الفرزدق: مَا زَالَ مُذْ عَقَدَتْ يَدَاهُ إِزَارَهُ ... فَسَمَا فَأَدْرَكَ خَمْسَةَ الأَشْبَارِ يُدْنِي٤ كَتَائِبَ مِنْ كَتَائِبَ تَلْتَقِي ... فِي ظِلِّ مُعْتَركِ الْعَجَاجِ مُثَارِ٥ وقد يُضافان إلى جملة اسميّةٍ، كقول الآخر:

١ ما بين المعقوفين زيادةٌ مِنِّي يقتضيها السّياق. ٢ في ب: طرفين. ٣ نَصُّ كلام سيبويه في الكتاب ٣/١١٧ ما يلي:"وممّا يُضاف إلى الفعل أيضًا قولك: ما رأيتُه مُنْذُ كان عندي، ومُذْ جاءني". ٤ في ب: يدي، وهوتحريف. ٥ هذا بيتٌ من الكامل. و(إزاره): مئزره. (فسما): ارتفع وشبّ، من السّموّ وهو: العلوّ. و(أدرك): بلغ ووصل. و(يدني): يقرِّب. و(كتائب) جمع كتيبة؛ وهي: الجيش. و(المعترَك): موضع الاعتراك، وهو المحارَبة. و(العَجاج): الغُبار. والمعنى: يصف الشّاعر يزيد بن المهلّب بأنّ مخايِل النّجابة بَدَتْ عليه منذ طفولته؛ فهو رجل جِدٍّ وحرب، يقرِّب الكتائب، ويضرم نار الحرب في ظلّ غبارها الثّائر. والشّاهد فيه: (مذ عقدت) حيث أضيف (مذ) إلى الجملة الفعليّة. يُنظر هذا البيت في: في المقتضب ٢/١٧٦، وشرح المفصّل ٢/١٢١، وشرح الكافية الشّافية ٢/٨١٥، وابن النّاظم ٣٧٣، والجنى الدّاني ٥٠٤، والمغني ٤٤٢، والخزانة ١/٢١٦، والدّيوان ١/٣٠٥.

1 / 236