لحظات له ژوند څخه: نیمګړې خپلواکه لیکنه
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
ژانرونه
ولم تقم مظاهرة واحدة في عهد صدقي باشا بعد بيانه هذا حتى تذاءب عليه زعماء مصر من المستقلين ورفضوا المعاهدة التي كانت أحسن ما توصلت إليه مصر في تاريخها، والتي تفضل - ولا شك - المعاهدة التي خرج بمقتضاها الإنجليز بعد ذلك بأعوام عديدة، ويكفي المعاهدة التي خرج بموجبها الإنجليز أنها أفقدتنا السودان إلى الأبد.
وقد كان أبي متحمسا لمعاهدة صدقي-بيفن وأذكر أنه في أيام تكوين وفد المفاوضين جاء أبي إلى البيت متأخرا قليلا عن موعده وجلسنا على مائدة الغداء، وكان على المائدة بعض ضيوف لنا. وقال أبي: لقد خرجت من الوزارة.
وكان وزيرا للأوقاف في ذلك الحين، فقلت أنا: إذن انضممت إلى وفد المفاوضة. - نعم.
ولم تمض دقائق حتى دق جرس التليفون، فتركت المائدة وذهبت أجيب التليفون، وطالعني صوت لم يغب عني طبعا: معالي الباشا موجود.
وقلت: نعم. وأردت أن أستوثق من الصوت فقلت: نعم. من يريده.
وجاء الصوت: صدقي باشا.
وكان هو شخصيا المتحدث ولم يكن مكتبه.
وكلمه أبي وعدت أنا طبعا إلى المائدة حريصا أن أخلي غرفة المكتب التي بها التليفون، وجاء أبي إلى المائدة وقال: لقد بقيت في الوزارة.
وعرفنا سر هذا التعديل بعد ذلك، فبعد أن كان الرأي قد استقر على أن يكون وفد المفاوضين من أحزاب الوزارة عدل عن هذا الرأي ليتكون الوفد من رؤساء الوزارات السابقين ومن رئيس حزب الأحرار الدستوريين والسعديين.
ولم يغضب أبي رغم ذلك، وبعد أن أجمع رؤساء الوزارات على رفض المعاهدة حقدا منهم أن يقوم صدقي باشا بهذا النجاح الخالد وخوفا من بعضهم مما أثاره عليه حزب الوفد الذي لم يرع وجه الله ولا وجه الوطن.
ناپیژندل شوی مخ