لحظات له ژوند څخه: نیمګړې خپلواکه لیکنه
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
ژانرونه
قال: أما الذين قبلي فلا شأن لهم بما أفعل؛ لأنهم سبقوني في الوزارة، أما الذين بعدي فإذا كانوا قادرين فليفعلوا مثلما أفعل، وإذا كانوا غير قادرين فلا لوم عليهم إذا لم يفعلوا وتقاضوا بدل التمثيل، أما أنا فلن آخذ من الحكومة نقودا مقابل الدعوات التي يحتم علي منصبي أن أقيمها في بيتي، وأصر على رفضه.
الفصل السادس
حصلت على شهادة الثانوية العامة، وكان اسمها في عهدنا التوجيهية في عام 1946م، وكان أبي يومذاك وزيرا للأوقاف في وزارة صدقي باشا التي قامت بمفاوضات صدقي-بيفن، ولم يشترك الوفد في المفاوضات واستطاع أن يثير المظاهرات الصاخبة في الجامعة قبل أن تبدأ المفاوضة، ومع أن صدقي باشا حصل من ستانجيت القائد الإنجليزي على تصريح من جانب واحد أن تنسحب جنود الاحتلال من القاهرة وجميع عواصم مصر لتقيم في ثكنات لها بالقنال، إلا أن هذا لم يخفف من حدة المظاهرات في الجامعة، ولم يشترك السعديون مع صدقي باشا في الوزارة فكان يعتمد على الأحرار الدستوريين وحدهم في الفترة الأولى من حكمه. وقد انضم شباب السعديين إلى الوفديين في الجامعة، ولعله ينبغي أن أذكر جلسة مجلس النواب التي فاز فيها صدقي باشا بالثقة رغم أن السعديين لم يشتركوا معه في الوزارة، وكان عددهم يزيد على الأحرار ببضعه مقاعد.
في هذه الجلسة هاجم السعديون صدقي باشا هجوما ضاريا، فقد حل محل رئيسهم النقراشي باشا الذي أصبح رئيسا للوزارة بعد مقتل الزعيم العظيم أحمد ماهر باشا برصاصة خائنة وادعى القاتل أنه قتله؛ لأنه كان يريد أن يدخل الحرب مع الإنجليز، وكانت حجة ماهر باشا أن الحرب كانت موشكة على الانتهاء واشتراك مصر فيها لن يكلفها شيئا ولكنه سيتيح لها أن تكون عضوا في هيئة الأمم وتعرض قضيتها على العالم، ولكنه قتل، ودخلت مصر الحرب شريكة مع الحلفاء في عهد النقراشي باشا الذي خلف ماهر باشا في رئاسة الوزارة.
ولنرجع إلى جلسة مجلس النواب. هاجم السعديون صدقي باشا وراحوا يذكرونه بالعنف الذي عرف عنه في وزارة سنة 1930م وظل الرجل صامتا حتى انتهى طالبوا الكلمات من هجومهم ووقف العملاق العجوز يقول في ثبات ما معناه تحدثتم عن صدقي سنة 1930م، ولن أدافع عنه فأنا مقتنع بكل ما فعلته في هذه الوزارة، ولكن صدقي سنة 1930م هو نفسه الذي كان عضوا مع المرحوم أحمد ماهر باشا والنقراشي باشا في الجبهة القومية، وهي جبهة تكونت بعد حادثة 4 فبراير لتناهض وزارة النحاس باشا، وكان أبي وهيكل باشا من أعضائها فذكر صدقي باشا زمالته لزعيمي السعديين فيها ثم قال في حسم: «هذه الجبهة يا حضرات النواب التي كان لها الفضل في وجودكم على هذه الكراسي التي تجلسون عليها الآن.» وراح يشير بيده إلى مقاعد المجلس العتيد، والعجيب أن صدقي باشا نال الثقة مع تحديه للأغلبية السعدية في المجلس.
حين بدأت الدراسة في الكلية كانت بداية مضطربة كل الاضطراب، وكانت المظاهرات يومية حتى إننا لم نكمل يوما دراسيا قط، وفوجئ الطلبة بصدقي باشا في الكلية، وكنت قد عدت إلى البيت، وإنما عرفت ما دار بين الطلبة ورئيس الوزراء من حوار، فقد قال لهم: ماذا تريدون؟ - خروج الإنجليز. - وماذا نفعل نحن غير ذلك، ألا يحسن بكم أن تذاكروا أنتم حتى نجد في مصر رجالا مثقفين نعتمد عليهم بعد خروج الإنجليز من مصر.
وطبعا لم يجد الطلبة شيئا يجادلون به منطق الرئيس العبقري وانصرف صدقي باشا.
ولكن المظاهرات استمرت كأن شيئا لم يحدث، فكنا نذهب إلى الكلية ونجلس في المدرجات، وقبل أن يدخل الأستاذ تنفجر المظاهرة ونخرج.
وما هي إلا أيام حتى أعلنت الصحف أن رئيس الوزراء إسماعيل صدقي باشا سيلقي في الساعة كذا بيانا بالإذاعة حول مظاهرات الجامعة. وتجمعنا حول أجهزة الراديو لنستمع إلى بيان رئيس الوزراء الذي لم يستغرق سوى بضع ثوان قال ما معناه: «يتدخل بعض الغوغاء بين صفوف الطلبة ويثيرون الشغب، ولما كانت الحكومة حريصة على استتباب الأمن فسوف تعمل على ذلك بالطرق المشروعة وغير المشروعة.»
وذهبت إلى الجامعة في اليوم التالي فوجدت الحكومة قد أمرت بعودة الشرطة إلى مقارهم حتى إننا لم نجد شرطيا واحدا من القوات الكبيرة التي كانت تحيط بالجامعة، ودخلت إلى المدرج فلم أجد مكانا أجلس فيه إلا بشق الأنفس والذين دخلوا بعدي ظلوا واقفين.
ناپیژندل شوی مخ