د آزادۍ او چپتیا سندره: د لسمې پېړۍ جرمن شاعري
لحن الحرية والصمت: الشعر الألماني في القرن العشرين
ژانرونه
26 (ولدت سنة 1926م في كلاجنفورت بالنمسا)، إن الحرية التي أتاحتها المغامرة الجريئة المتناهية في الصدق والأمانة، قد سمحت لشعرها أن ينطلق في رحلته اليائسة إلى أرض الخيال ورحاب الكون الواسعة، والمجال الذي يرفرف فيه ليس هو الممكن بل المستحيل، أصبح من العسير أن نضع حدا فاصلا بين استحالة الحياة واستحالة الشعر، فبقدر ما تتداعى القيم الاجتماعية الملزمة، بقدر ما يكتسب الحب قيمة مطلقة، أهي الرغبة في التعويض عن عالم موحش لا قيمة فيه ولا معيار؟ - وإلى أين يفزع الشاعر الذي يتداعى فوقه الحطام، إن لم يفزع إلى الحب يستغيث به ويستجير؟ أليس هذا شيئا إنسانيا مفهوما بعد كل كارثة تلم بالفرد أو الجماعة؟ ألا نجد شاعرنا العربي بعد النكبة يفزع إلى صدر الحبيبة ليبكي زمنا بلا أبطال، وأياما بلا أعمال؟
الحب المطلق إذن ولا شيء سواه، الحب الذي يعتصم بقلعته ويصر على حقه، وبهذا يثبت من جديد استحالته، إن القمة التي يرقى إليها تكشف عمق الهوة التي يتردى فيها، هبوطه إلى الجحيم يعلمه أن اللعنة الأبدية هي الصورة الوحيدة المقابلة للمطلق، وقد عرفت اللغة الشعرية هذا على يد كهنة الرمزية وأئمتها - وبالأخص مالارميه - فحاولت أن تبلغ الصفاء والنقاء الخالص من كل شيء وكل مادة لعلها تلمس المطلق، ولكنها انتهت إلى الصمت والعدم!
هذا هو حصاد المغامرة الأمينة اليائسة التي انطلقت فيها الشاعرة العظيمة إنجبورج باخمان، لقد زهدت في كل الإمكانيات المتاحة، فلم تكشف كواكبها الشعرية المتلألئة بالكلمات الشجية الناصعة إلا عن الفراغ والعدم والمحال، وغاصت بشعرها الجليل المثقل بالرموز والأسرار في الهاوية، فلم تجد في العدم والفراق والعري والعذاب سوى إشارات كطلاسم العرافين، إلى تلك اللانهاية التي لا تقوى الكلمات على التشبث بها أو التعبير عنها، ولعل هذا هو الذي يجعلنا نحس عند قراءة شعرها كأننا نستمع إلى بكائية رتيبة لا تنقطع، لكنها بكائية على لسان نبي يقرع أجراس الخطر، وإن عرف أن صوته سيضيع في صحراء القلوب المقفرة من الحكمة والمحبة والإيمان، نبي يريد للعالم أن يبدأ من البداية، بعد أن غارت نجومه وفسدت ثماره، لكن نهاية العالم أو بدايته ليست في الحقيقة إلا خفقة قلب أو غمضة جفن، إذا قيست بالصوت الخالد الآتي من وراء الزمن، الصوت الذي يتردد منذ الأزل وسوف يتردد إلى الأبد؛ لأن لغة الشعرب تتجاوب به دائما في أوقات المحن والنكبات.
لتنطلق الشاعرة إذن في مغامرتها الجسورة، لا تبالي إن هوت إلى الدوامة المظلمة، أو جذبتها الكواكب والأفلاك إلى دائرة الدب الأكبر!
27
لنقرأ إحدى قصائدها الرائعة لنرى كيف يتم التحرر والتجريد اللذان أشرت إليهما - في لغة نقية كلاسيكية الإيقاع والجلال، بعيدة عن البدع و«المودات» والرغبة في التجديد للتجديد، تقول الشاعرة في هذه القصيدة التي سمتها «اشرح لي، يا حب»:
قبعتك تهتز بهدوء، تحيي، ترف في الريح،
السحب تحب أن تلمس رأسك العارية،
قلبك مشغول بشيء آخر،
فمك يحصل لغات جديدة،
ناپیژندل شوی مخ