25

Book of Visits by Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah

كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية

ایډیټر

سيف الدين الكاتب

خپرندوی

دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر

[أول من اختلق الأحاديث في الزيارة]

وأول من وضع (١٨) هذه الأحاديث في السفر لزيارة المشاهد (١٩) التي على القبور: أهل البدع، من الرافضة (٢٠) ونحوهم، الذين يعطلون المساجد، ويعظمون المشاهد، يدعون بيوت الله التي أمر أن يذكر فيها اسمه، ويعبد وحده لا شريك له، ويعظمون المشاهد التي يشرك فيها ويكذب، ويبتدع فيها دين لم ينزل الله به سلطانا (٢١) فإن الكتاب والسنة إنما فيها ذكر المساجد، دون المشاهد، كما قال تعالى ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ، وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (٢٢)﴾ وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾(٢٣) وقال تعالى: ﴿وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ (٢٤)﴾ وقال تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (٢٥)﴾ وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا؟﴾(٢٦).

وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح: أنه كان يقول: ((إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك)). والله أعلم.

(١٨) الوضع: اختلاق الأحاديث كذباً على رسول الله.

(١٩) المشهد: مكان استشهاد الشهيد، ومجتمع الناس في مكان مخصوص. والمقصود بها هنا: الأضرحة التي يزورها بعض الناس تبركاً بها وبمن دفن فيها.

(٢٠) الرافضة: إحدى الفرق الإسلامية الغالية.

(٢١) لكل أمة حج، والسفر إلى البقاع المعظمة هو من جنس الحج. كان المشركون يحجون إلى اللات والعزى ومناة وغيرها من الأوثان التي اتخذوها أرباباً من دون الله. والنصارى يحجون إلى قمامة وبيت لحم وغيرهما. واليهود يحجون إلى حائط المبكى وهيكل سليمان. والهندوس يحجون إلى سمناة وغيره من آلهتهم.

(٢٢) الأعراف / ٢٩

(٢٣) التوبة / ١٨ (٢٤) البقرة / ١٨٧ (٢٥) الجن / ١٨ (٢٦) البقرة / ١١٤

25