93

کفاح طیبه

كفاح طيبة

ژانرونه

فقال الزعيم : الحرب ما تزال مستعرة لم يفصل فيها بعد، وما دام لنا رجال وفي أيدينا سلاح، فأبوفيس فرعون مصر لا شريك له!

فأومأ أحمس إلى حاجبه بالسكوت وقال للرسول: تكلم فيما جئت من أجله.

فقال الزعيم: أيها القائد، خطف الفلاحون يوم الانسحاب من طيبة صاحبة السمو الفرعوني الأميرة أمنريدس كريمة مولانا الملك أبوفيس فرعون مصر وابن الرب ست، ومولانا يريد أن يعلم هل ابنته على قيد الحياة أو قتلها الفلاحون؟ - هل يذكر مولاك ما فعل بنسائنا وأطفالنا في حصار طيبة؟ .. ألم يذكر كيف عرضهن لسهام أبنائهن وأزواجهن تمزقهن شر ممزق، وجنودكم الجبناء مدرعون بهن؟

فقال الرجل بحدة: إن مولاي لا يتنصل من تبعة عمله، والحرب كفاح للموت والهزيمة فلا يستعان عليها بالرحمة.

فهز أحمس رأسه بنفور وقال: بل الحرب نزال بين الرجال، يفصل فيه الأقوياء ويعنو له الضعفاء، وهي عندنا صراع لا ينبغي أن يطغى على ما بنفوسنا من المروءة والدين .. على أني أعجب كيف يسأل الملك عن ابنته وذاك علمه وهذا رأيه في الحرب؟

فقال الرسول بإباء: إن مولاي يستفهم لغاية في نفسه، فلا هو يسترحم ولا هو يشفق!

وتفكر أحمس مليا، ولم يغب عنه الباعث الذي حدا بعدوه إلى السؤال عن ابنته، ولذلك قال بوضوح وبلهجة نمت عن الاحتقار: عد إلى مولاك وقل له إن الفلاحين قوم شرفاء لا يغتالون النساء، وإن الجنود المصريين يترفعون عن قتل أسراهم، وإن ابنته أسيرة تتمتع بنبل آسريها!

فبدا على الرجل الارتياح وقال: لقد أنقذت كلمتك هذه أرواح الآلاف من قومك نساء ورجالا ممن أسرهم الملك، وجعل حياتهم رهينة بحياة سمو الأميرة.

فقال له أحمس: وحياة الأميرة رهينة بحياتهم.

فصمت الرجل مليا ثم قال: وقد أمرت ألا أعود حتى أراها بنفسي.

ناپیژندل شوی مخ