وقد قرب انشقاق الفجر الأخروي بقوة عسكر الظلم والضلال وقبض العلوم اعن العمل بها وفيض الضلال، فلا تختم الدنيا إلا على حثالة كما لا يرتفع في منخل التحليل إلا النخالة؛ وقد وصف بعض أهل المائة السادسة زمانه فقال: قد صارت حكماء أهل زماننا ذبابا وعلماؤنا ذئابا وقروده فضلاء ووفهوده عقلاء وتجاره حوفية وفجاره صوفية وثعالبه زهادا وثعابينه عبادا ووأتقياؤه فصاحا وأشقياؤه نصاحا وعقاربه وعاظا وحياته حفاظا، استغنوا ابالفضائح عن النصائح وعن المعارف بالمغارف وعن الطيبة بالغيبة وعن أسرار الغيوب بأشرار العيوب فلا الآيات السماوية تذكرهم ولا الآيات النفسانية تحجبهم. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى من كل خطا وزلل وقع من الجوارحي الظاهرة والباطنة إلى وقتي هذا عدد كل ذرة في الوجود، قال ذلك اكتبه مؤلفه العبد الفقير إلى عفو ربه ومغفرته ومسامحته عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني عفا الله عنه وعن والديه وعن مشايخه وجميع المسلمين وكان الفراغ من تأليفه في يوم الأحد حادي عشر شهر رمضان المعظم القدره سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة من الهجرة الشريفة وصلى الله على سيدنا امحمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا إلى يوم الدين وحسبنا اله ونعم الوكيل، وأنا أستغفر الله العظيم وأتوب إليه من الأقوال والأفعال ووالحمد لله رب العالمين
ناپیژندل شوی مخ