248

ابذلك الخروج وإن وجد نحو ذلك في شيء من كتبه فهو مدسوس عليه فاي مررت على كتابه "الفتوحات المكية" جميعه فرأيته مشحونا بالكلام على اعذاب أهل النار وهذا الكتاب من أعظم كتبه وآخرها تأليفا، وأنا أسأل لبل لها العظيم كل ناظر في هذه الخاتمة إذا وجد دليلا لكلام الشيخ من الكتاب أوا السنة فليلحقه بموضعه أو دليلا على ضد كلامه فليكتبه كذلك في موضعه فإن كلام أهل الكشف لا يتمشى كله على ظاهر النقول، على أن أكثر اختلاف أهل النقل وأهل الكشف إنما هو في الكيفيات والعلل، وأما الأحكام فلا اخلاف عندهم فيها إذ الكشف الصحيح لا يجيء قط إلا مؤيدا للشريعة ولا ايقبل من صاحبها إن قدر مخالفته لها. واعلم يا أخي أني لم أذكر عن الشيخ احمه الله في هذه الخاتمة إلا بعض الأمور التي تحتملها العقول وأما ما لا حتمله العقول فتركناه حتى يشاهده أهل الجنة إذا دخلوها وأهل النار إذا اخلوها والحمد لله رب العالمين والحمد لله الذي هدانا إلى هذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وقدا اجاء بحمد الله تعالى كتابنا نفيسا يخضع له عنق كل مصنف ترك التعصيب اوالحمية للنفس، فإن الشيخ رضي الله عنه كان من أكبر الوارثين كما ذكرنا ااذ لك في خطبة الكتاب، وقد أخبرني شيخ الإسلام الشيخ شهاب الدين الحنبلي الفتوحي رحمه الله بعد أن اطلع عليه وكتب عليه وبعد حلفه بالله عز ووجل أنه طول عمره ما مر على خاطره حكم واحد مما فيه ولا مما في االجواهر والدرر" فرضي الله عن أهل اللإنصاف، وأرجو من مدد الله ثم من ادد رسول الله أن يكون جميع ما رقمناه بأناملنا منقوشا في نفوسنا ومحفوظا في أرواحنا ليكون ذلك وسيلة إلى العمل ببعض ما فيه من الأخلاق المحمدية والآداب الشرعية، ونسأل الله تعالى أن يخلصنا من الدنيا على الرضا والتسليم وأن يخلص أهلها منا بالنظر إلى عوراتنا دون عوراتهم وأن لا يضحنا بظنوننا ودعوانا ولا بما خفي علمه علينا من عظيم زلاتنا وقبيح ارادتنا ودقيق خطراتنا، وكيف لنا بذلك في هذا الزمان الذي هو محل ظهور العجائب والأحوال الرديئة، وقد استوفينا غالب الأعمال التي أهلك الله بها الأمم السالفة والقرون الماضية وحلت بنا نبأتنا وتحكمت عمالنا فينا بأعمالنا

ناپیژندل شوی مخ