243

اعلى من تنتقم منه وذلك لأنها ما فتحت عليها من حين خلقت إلا على امسبح لله بحمده، لا نعرف ما هي الأحكام التي استحق بها المكلف النارالا أن تعلم ذلك بإعلام من الله تعالى، فإذا جيء بها وأمرت بالانتقام من الجبابرة والعصاة جذبت إليها أهلها بالخاصية جذب المغناطيس للحديد وذلك لأن الشهوات والأفعال المحرمة كانت تجذبهم إلى النار ورسول الله لاه آخذ بحجزهم عنها وهم يتفلتون من يده، قال: وقد أوجد الله تعالى اجهنم بطالع الثور ولذلك كان صورتها الجاموس، وكان طعام أهلها إذا اخلوها طحال الثور الذي هو بيت الدم والأوساخ ومحل يجتمع فيه الدم الفاسد إذ الثور حيوان ترابي طبعه البرد واليبس، فناسب ذلك أهل النار أشد امناسبة فيما فيه من الدمية ، لا يموت أهل النار بما فيه من أوساخ البدن والدم الفاسد المؤلم لا يحيون ولا ينعمون، بل كلما أكلوا من ذلك ازدادوا مرضا وسقما.

اقال: واعلم أن محل النار وما تحت مقعر أرض الجنة الذي هو سقف النار وبهذه النار يكون صلاح ما في الجنة من المأكولات والفواكه كما تؤثر الشمس النضج في فواكه أهل الدنيا والشمس والقمر والنجوم كلها في النار افعل في الأشياء هنالك النضج في العلو، كما كانت تفعل النضج هنا في السفل، وكما هو الأمر هنا كذلك ينتقل الأمر هناك بالمعنى وإن اختلفت الصور والأحكام. ألا ترى أن أرض الجنة مسك وهو حار بالطبع لما فيه من النارية وأشجار الجنة مغروسة في تلك التربة المسكية ، فالمسك هناك بمثابة الزبل هنا في تعفين الأرض لتصيب الثمار كما ذكره الشيخ في الباب السادس والثمانين. قال: واعلم أن جميع الكواكب التي في جهنم مظلمة الأنوار لا نور لها فالقمر والشمس يطلعان ويغربان في النار لكن بلا نور فصورة الكواكب فيها كصورة الكسوف التام عندنا، فشمس جهنم شارقة لا مشرقة.

قال: وإنما لم يكن أهل النار يشهدون نور الكواكب لما في الدخان من الكدورة، وكما كانوا في الدنيا عميا عن إدراك ما جاءت به الشرائع من الحق كذلك صاروا عميا في النار عن إدراك الأنوار، فليل أهل النار لا صباح ل كما أن نهار أهل الجنة لا ليل له، قال: ولا يزال هذا الأمر للفريقين أبدا

ناپیژندل شوی مخ