ايكون في النار لا بنفس النار إذ النار إنما هي دار سجن أهلها وسكناهم لا اير وإنما عذاب أهلها بما يخلقه الله تعالى فيهم من الآلام متى شاء فعذابهم حقيقة من الله تعالى وهم محل له، قال: ونضج الجلود في جهنم اليس عن النار حقيقة وإنما هو متولد بين النار وأهلها نشأ من مجاورتهما لأن انفس جمرات النار محرقة بالثار فما هي النار انظر وتأمل. وقال: وما في النار من الزمهرير هو أحد أركان النار لأن الحقائق لا تتبدل وقد خاطب ال ه تعالى النار بقوله: (قلنا يكنار كونى بردا وسلما على إنزهير) [الأنبياء: 69] فلولا أن من حقيقتها البرد ما بردت فالنار تقبل البرد كما تقبل الحرارة سواء.
اقلت: وهذا المحل يحتاج إلى تأمل وتحرير، وقد أطال الشيخ الكلام اعلى النار في الباب الحادي والستين والباب الثاني والستين من "الفتوحات" ل والله أعلم.
اقال: واعلم أن النار لا تحرق من عصاة الموحدين إلا جوارحهم الظاهرة فقط لأن إيمانهم يمنع من تخلصها إلى قلوبهم، فانظر يا أخي عناية التوحيد بأهله كيف أمات جوارح جسده حتى لا تحس بالنار فهم كالنائم اواء حتى تأتيهم الشفاعة فإذا بعثهم الله من تلك النومة وجدوا إيمانهم على اباب النار ينتظرهم فإذا غمسوا في نهر الحياة الذي على باب الجنة دخلوا الجنة، فلا يبقى في النار من علم أن الله إله واحد جملة واحدة، قال: وومحل ظهور سلطان الغضب في جهنم إنما هو إذا دخل أهلها إليها، أما إذا الم يكن فيها أحد فلا ألم فيها في نفسها ولا في نفس ملائكتها بل هي ومن لفيها منهم متنعمون متلذذون يسبحون الله لا يفترون. قال: وإنما احتاجت النار إلى جرها بالسلاسل كما ورد لغلبة الرحمة منها على الموحدين فتقول: أتسلل شيئا فشيئا لعل الله تعالى أن يتطاول بالرحمة على عباده كما هو شأن ابطانة الخير عند الملك، فإذا حق الغضب الإلهي على قوم غضبت لغضب الحق كما أنه يقول: سحقا سحقا لمن أخذ بهم ذات الشمال من أمته احين يقال له : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك بعد أن كان قال: أمتي أمتي أول ما رأهم وهم يسحبون إلى النار . وقال في موضع آخر: إنما امتنعت اهنم من الإتيان بسرعة واحتاجت إلى جرها بالسلاسل للرحمة القائمة بها
ناپیژندل شوی مخ