ألقى الكلام في فرحة وفي إقبال وانشراح صدر، ولم يسمح لأي حرج أن يشوب الجلسة. •••
تزوج منصور من سامية، والعجيب أن كل أقاربها حضروا الفرح، وقد شعروا أن منصورا أصبح منذ اليوم سندا للحق في المركز كله، وجميعهم أصحاب حقوق عند رفعت.
الوحيد الذي لم يحضر هو رفعت؛ فإنه من الغيظ في حال قاتلة حتى ما استطاع أن يتظاهر بالفرح الذي تعود الناس أن يتظاهروا به في مثل هذه المناسبات.
وبلغت به الوقاحة أن أرسل خطابا مع أحد أتباعه إلى مكتب منصور يخبره فيه أنه يعتذر عن عدم حضور الفرح؛ لأنه كان يجب أن يخطب سامية منه هو. ومفاجأة أخرى جاءت في الفرح. لقد حضر مأمور المركز الفرح دون أن يوجه إليه منصور الدعوة؛ لأنه لم يكن يعرفه. وأحضر معه باقة كبيرة من الورود عليها اسمه مجردا غير ملحق بوظيفته، فقط فائق الدروي، بلا مأمور مركز بعدها، ورحب منصور به مقدرا مجيئه بغير دعوة. ووضع المأمور ذراعه في ذراع منصور وانتحى به ناحية منعزلة من الفرح وقال له: أنت اليوم أمل لأمة بأكملها وليس لمركز واحد. إن التجربة التي ترودها من وقوف الحق أمام جموع الباطل ينظر إليها الناس في كل مكان. وربما نظر إليها العالم أجمع حين يعلم بأمرها. - سر قوتي لا إله إلا الله، محمد رسول الله. - أوقليل هذا؟! إني معك بقلبي ووظيفتي، وإن فقدت حياتي من أجل هذه الكلمة أكون سعيدا راضيا. إذا كان لا بد أن نموت فلنمت ونحن نقول لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
7
قصد أشرف الماوردي إلى مكتب منصور في ظلمة الليل الحالكة، وانتظر حتى انصرف الموكلون جميعا، وانفرد بمنصور وأمين: علمت اليوم أن رفعت ينوي أن يقوم بهجوم كاسح يسترد به ما فقده من هيبة. - وفيم يتمثل هذا الهجوم؟ - إنه ينوي أن يحرق أقطان السيدة زوجتك في العزبة وأقطانك أنت أيضا في يوم واحد.
وقال أمين: تصرف غبي؛ فهو بهذا لا يستطيع أن يدعي أن الحريق في المكانين المتباعدين غير متعمد.
وقال منصور: ومن قال لك إنه يريد الحريق أن يبدو غير متعمد؟ إنما يقصد قصدا أن يعرف الناس جميعا أنه حريق متعمد، وأنه هو الذي أمر به ودبر له، وفي نفس الوقت لا يستطيع أحد أن يثبت عليه شيئا.
وقال أمين لأشرف: من أخبرك؟ - عبد الله أبو سرور أحد رجاله، وكان يعمل عندنا مزارعا، وقد استطعت أن أسلخه منهم وأبقيه عينا لنا معهم.
وقال منصور: هل عرفت الموعد؟ - نعم، يوم الخميس مساء، ليكون الجميع في بيوتهم يسهرون حول التليفزيون. - اليوم الإثنين؟ - نعم. - إذن عندنا وقت.
ناپیژندل شوی مخ