خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خپرندوی
دار صادر
د خپرونکي ځای
بيروت
ذكره السَّيِّد عَليّ بن مَعْصُوم فِي السلافة فَقَالَ فِي تَرْجَمته شويعر بِذِي اللِّسَان كثير لاساءة قَلِيل الْإِحْسَان شعر وَمَا شعر فهذر وَلم يذر سمينه غث وجديده رث لَا يلتقي من مختاره طرفاه وَلَا يسمع رويته سامع إِلَّا قَالَ فض الله فَاه لم يزل يقذف الْأَعْرَاض بهجوه ويلفظ فوه بِمثل مَا تلفظ وجفاؤه من نجوه حَتَّى ألبسهُ الردى رِدَاءَهُ وطهر الله الْوُجُود من تِلْكَ الخباثة والرداءة وَلما هلك بَقِي يَوْمَيْنِ فِي بَيته لَا يعلم أحد بِمَوْتِهِ حَتَّى دلّ عَلَيْهِ نَتن رِيحه وَهُوَ جيفة فِي ضريحه وَلَقَد تصفحت ديوانه الَّذِي جمعه وليت من واراه التُّرَاب وَأرَاهُ مَعَه فَلم أر فِيهِ إِلَّا مَا تمجه الأسماع وتحقر أَلْفَاظه ومعانيه عَن السماع إِلَّا كَلِمَات كَادَت أَن تصفو من الشوائب وَمَعَ الخواطىء سهم صائب فَمِنْهُ قَوْله من قصيدة
(قف بالمعاهد من بشاء ملحوب ... شقي كاظمة فالجذع فاللوب)
(واستملح الْبَرْق أَن تخفى لوامعه ... على النقا إِن سقى حَيّ الأعاريب)
(يَا حبذا إِذْ بدا يفتر مُبْتَسِمًا ... أَعلَى التَّثْنِيَة من شم الشناخيب)
(والجو مضطرم الأحشاء تحسبه ... بردا أُصِيبَت حَوَاشِيه بألهوب)
(يَا بارقًا لَاحَ وَهنا من دِيَارهمْ ... كَأَنَّهُ حِين يلهو قلب مرعوب)
(أذكرتني معهدًا كُنَّا بجيرته ... نستقصر الدَّهْر من حسن وَمن طيب)
(لم أنس بالنلعات الجون موقفنا ... وألحى مَا بَين تقويض وتطنييب)
(وَقد بدا الْعُيُون الصحب سرب ظبا ... حفت بظبى ببيض الْهِنْد مَحْجُوب)
(لم تبد تِلْكَ الدمى إِلَّا لسفك دمي ... وَلَا الْعَذَاب اللمى إِلَّا لتعذيبي)
وَقَوله من أُخْرَى
(أذكى بقلبي لاعج الأشجان ... برق أَضَاء على ربى نعْمَان)
(أجْرى مدامع مقلتي أورى زناد ... صبابتي أشجى فُؤَادِي العاني)
(مَا شاقتي إِلَّا لكَون وميضه ... بربى الْهوى ومعاهد الخلان)
(يَا برق جد بالدمع فِي أطلالهم ... عني فسح الدمع قد أعياني)
(لم أسأَل الأجفان سقى ربوعهم ... إِلَّا وجادت لي بأحمر قاني)
(واهالأيام العذيب إِذْ اللوى ... وطني وسكان الْحَيّ جيراني)
(اذ كنت طَوْعًا للهوى واللهوفى ... ظلّ الشبيبة ساحب الأردان)
(تشجيني الورقاء إِن صدحت على ... تِلْكَ الغصون بنغمة الألحان)
1 / 54