277

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

خپرندوی

دار صادر

د خپرونکي ځای

بيروت

الْعِمَادِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَقَرَأَ بالتجويد على الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الضَّرِير الدِّمَشْقِي نزيل حلب كثيرا وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَدخل دمشق مرَّتَيْنِ وَأخذ بهَا عَن الْبَدْر الْغَزِّي وَحضر دروسه بالشامية البرانية وَقَرَأَ على النُّور النَّسَفِيّ بِدِمَشْق مطعه من البُخَارِيّ وَمُسلم وَحضر عِنْده دروسًا من الْمحلى وَشرح الْبَهْجَة وَأَجَازَ لَهُ وَقَرَأَ بهَا شرح منلا زَاده على هِدَايَة الْحِكْمَة على محب الدّين التبريزي مجاور التكية السليمانية مَعَ سَمَاعه عَلَيْهِ بعض تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَقَرَأَ قطعتين صالحتين من المطول والأصفهاني على أبي الْفَتْح الشبستري ورحل فِي سنة ثَمَان وَخمسين إِلَى قطسنطينية صَحبه وَالِده فَأخذ رِسَالَة الاسطرلاب من نزيلها الشَّيْخ غرس الدّين الْحلَبِي وَاجْتمعَ بالمحقق السَّيِّد عبد الرَّحِيم العباسي واستجاز مِنْهُ رِوَايَة البُخَارِيّ فَأجَاز لَهُ ومدحه بقصيدة مطْلعهَا قَوْله
(لَك الشّرف العالي على قادة النَّاس ... وَلم لَا وَأَنت الصَّدْر من آل عَبَّاس)
وَهِي مَذْكُورَة فِي رحلته الَّتِي ألفها وسماها بالروضة الوردية فِي الرحلة الرومية وَرجع إِلَى حلب فولي تدريس البلاطية الَّتِي أَنْشَأَهَا الْحَاج بلاط دويدار الْحَاج اينال كافلها إِلَى جَانب تربته وتربة مخدومه وَأفَاد وصنف وَشرح مُغنِي اللبيب شرحًا جمع فِيهِ بَين الدماميني والشمني وَأطَال فِيهِ وَهُوَ فِي بَابه لَا نَظِير لَهُ وَله رسائل أدبية مِنْهَا رِسَالَة طالبة الْوِصَال من مقَام ذَلِك الغزال نسجها على منوال عِبْرَة الكئيب وعثرة اللبيب للصفدي وشكوى الدمع المراق من سِهَام الْفِرَاق وَوضع كتابا سَمَّاهُ عُقُود الجمان فِي وصف نبذة من الغلمان وَضعه على أسلوب كتاب شَيْخه ابْن الْحَنْبَلِيّ الْمُسَمّى بمرتع الظبا ومربع ذَوي الصِّبَا وتعاطى على صناعَة النّظم والنثر فَأحْسن فيهمَا إِلَى الْغَايَة وَمن محَاسِن شعره قَوْله
(نَازع الخد عذار دائر ... فَوق خَال مسكه ثمَّ عبق)
(قَائِلا للخد هَذَا خادمي ... ودليلي أَنه لوني سرق)
(فانتضى الطّرف لَهُم سيف القضا ... ثمَّ نَادَى مَا الَّذِي أبدى الْفرق)
(أَيهَا النُّعْمَان فِي مذهبكم ... حجَّة الْخَارِج بِالْملكِ أَحَق)
قَوْله
(وأسمر من بني الأتراك ذِي غنج ... يهز قدا كغصن البان فِي هيف)
(كَأَنَّهُ حِين يَعْلُو سور قلعته ... وينثني شرفًا مِنْهُ على شرف)
(غُصْن الصِّبَا مزهرًا قد رنحته صبا ... عَلَيْهِ بدربدا من دارة الشّرف)

1 / 278