خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خپرندوی
دار صادر
د خپرونکي ځای
بيروت
(أودع فُؤَادِي حرقًا أودع ... ذاتك تؤذي أَنْت فِي أضلعي)
(أمسك سِهَام اللحظ أَو فارمها ... أَنْت بِمَا ترمي مصاب معي)
(موقعها الْقلب وَأَنت الَّذِي ... مَسْكَنه فِي ذَلِك الْموضع)
وَمن الْمَشْهُور من شعر مولَايَ أَحْمد
(لَا ولحظ علم السَّيْف فقد ... وقوام كقنا الْخط ميد)
(ووميض لَاحَ لما ابتسمت ... من ثنايا مثل در أَو برد)
(مَا هِلَال الْأُفق إِلَّا حَاسِد ... لعلاها وبهاها والغيد)
(وَلذَا صَار عليلًا ناحلًا ... كَيفَ لَا يفنى نحولًا من حسد)
وَهَذَا منوال لطيف واسلوب ظريف تنوعت فِي قوالبه الشُّعَرَاء وَمثله فِي حسن موقع الْقسم قَول ابْن المعتز فِي قصيدة
(لَا ورمان النهود ... فَوق أَغْصَان القدود)
(وعناقيد من الصدغ ... وَورد من خدود)
(وبدور من وُجُوه ... طالعات بالسعود)
(وَرَسُول جَاءَ بالميعاد ... من غير وَعِيد)
(ونعيم من وصال ... وشقا طول الصدود)
(مَا رَأَتْ عَيْني كغيد ... زرنني فِي يَوْم عيد)
وَهَذَا الْقسم وَأَمْثَاله عد من المحسنات البديعية وَإِلَيْهِ أَشَارَ صَاحب الْكَشَّاف أَيْضا وَلم يفهمهُ كثير من الأدباء لظنهم أَنه من مَعَاني الْكَلَام الوضعية وَلَا وَجه لجعلها محسنة وَوجه حسنه أَنه لما بولغ فِي عظم الشَّيْء أقسم بِغَيْر الله تَعَالَى إعلامًا بشرف الْمقسم بِهِ فَفِيهِ نُكْتَة زَائِدَة على مُجَرّد الْقسم أَلا ترى أَنهم لم يعد وَاو وَالله وتالله وَبِاللَّهِ من الْقسم الإصطلاحي انْتهى وَمن إملاء حَافظ الْمغرب أَحْمد الْمقري لمولاي أَحْمد قَوْله
(إِن يَوْمًا لناظري قد تبدى ... فتملى من حسنه تكحيلا)
(قَالَ جفني لصنوه لَا تلاقي ... إِن بيني وَبَين لقياك ميلًا)
وَمن أدبه الباهر أَن بَعضهم أنْشدهُ قَول الأبيوردي
(وَلَو أَنِّي جعلت أَمِير جَيش ... لما حَارَبت إِلَّا بالسؤال)
(لِأَن النَّاس ينهزمون مِنْهُ ... وَإِن ثبتوا لأطراف العوالي)
فَقَالَ لَو كَانَ الْبَيْت لي لَقلت
1 / 224