218

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

خپرندوی

دار صادر

د خپرونکي ځای

بيروت

السَّيِّد الشريف ولد بالمخا وَكَانَ من أكَابِر الْأَشْيَاخ الصَّالِحين والأولياء الْمُكرمين الكاملين وَكَانَ حَاتِم زَمَانه فِي الْكَرم مُرَتبا لغالب أَصْحَابه كل سنة نَقْدا وَكِسْوَة وَكَانَ يكرم الوافدين وَيُحب الْفُقَرَاء وَكَانَ يعْمل كل يَوْم سماطًا عَظِيما يجلس هُوَ وجماعته وَأَصْحَابه ثمَّ يجلس الخدام وَمن حضر ثمَّ العبيد وَأهل الْحَرْف الدنية وَيفْعل نَحْو أَرْبَعِينَ رغيفًا يجلس تَحت بَابه وكل من مر من الْفُقَرَاء أعطَاهُ رغيفًا وَلما مَاتَ وَالِده استولى على مخلفاته أَخُوهُ السَّيِّد حسن وأبرأه صَاحب التَّرْجَمَة من جَمِيعهَا وتعاطى التِّجَارَة فَفتح الله تَعَالَى عَلَيْهِ حَتَّى اتسعت أملاكه واستوطن وَصَارَ يمد أَخَاهُ بِالنَّفَقَةِ وَبنَاته من بعده وزار جده النَّبِي
وَحصل لَهُ مزِيد الْإِكْرَام وَعمي آخر عمره وَلما زار النَّبِي
وَقد كف بَصَره زار بعض الْأَوْلِيَاء الَّذين يرَوْنَ النَّبِي
وَطلب أَن يسْأَله هَل قبلت زيارته فَقَالَ لَهُ قَالَ النَّبِي
نعم قبلت زيارته فَطلب مِنْهُ أَن يسْأَله أَن يَدْعُو الله تَعَالَى أَن يرد إِحْدَى عَيْنَيْهِ ليعيش بهَا وَينظر إِلَى عجائب مخلوقاته فَقَالَ النَّبِي
سيرد الله تَعَالَى عَلَيْهِ عَيْنَيْهِ فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ فَإِنَّهُ لما رَجَعَ إِلَى مَكَّة أَتَى إِلَيْهِ رجل فَفتح لَهُ عَيْنَيْهِ وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فجر يَوْم الْجُمُعَة ثامن رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَألف بثغر جدة فَحَمله وَلَده سَالم من جدة إِلَى مَكَّة وَوصل بِهِ لَيْلَة السبت وَدفن فِي صبح الْيَوْم الْمَذْكُور على أَبِيه وأخيه فِي حوطة آل باعلوي الشهيرة بالمعلاة وأرخ وَفَاته سَالم بعد أَن رَآهُ فِي مَنَامه بقوله
(شاهدت فِي عَام الْوَفَاة بليلة ... غراء أَحْمد قَائِلا نَفسِي احمدي)
(أسكنت جنت النَّعيم نعم هِيَ ... نزلا فتاريخ الْوَفَاة تخلدي)
الشَّيْخ أَحْمد بن صَالح بن عمر الْقُدسِي العلمي الْفَقِيه الزَّاهِد العابد بن أخي الْوَلِيّ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى مُحَمَّد الْعلي الْمَشْهُور من بَيت الْولَايَة وَالصَّلَاح لَهُم الرتب الْعلية فِي الْبَيْت الْمُقَدّس وَخرج مِنْهُم عُلَمَاء وصلحاء كَثِيرُونَ وَقد ظَفرت بِتمَام نسبهم بِخَط بعض فضلاء الْقُدس فِيمَا كتب إِلَيّ مِنْهَا فِي الوفيات هَكَذَا عمر جد أَحْمد بن مُحَمَّد سعد الدّين بن تَقِيّ الدّين بن القَاضِي نَاصِر الدّين بن أبي بكر بن أَحْمد بن الْأَمِير مُوسَى ولي الله صَاحب الكرامات بن عمر بن علم الدّين بن ربيع بن سُلَيْمَان بن الْمُهَذّب بن قَاسم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن بن أَحْمد الحكاري انْتهى وَكَانَ أَحْمد صَاحب التَّرْجَمَة

1 / 219