خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خپرندوی
دار صادر
د خپرونکي ځای
بيروت
(ووافى ربوع الخانقاه عَشِيَّة ... وَمر على بلبيس مر النسائم)
(وَأصْبح خطار بخطارة المنى ... وَجَاز بهَا كالبرق لَاحَ لشائم)
(وَجَاوَزَ ورد الصالحية كالقطا ... لقطية ليلى قبل ورد الحوائم)
(ترفع عَن بِئْر الدويدار قدره ... وَخَلفهَا مطروقة للسوائم)
(وأهوى لبئر العَبْد كالنجم غائرًا ... لَام الحسا وَاللَّيْل وحف القوادم)
(وقابله رمل الْعَريش فعاقه ... عَن السّير إِذْ خاتنته إِحْدَى القوائم)
(وغيبه عَن حسه هول صعقة ... تخرّ لَهَا كوم المطى الروازم)
(فودّعته طرفا أغر محجلا ... كريم السجايا من عتاق كرائم)
(وَقلت لَهُ هلا حملت على وجا ... فَتى سيره للشام ضَرْبَة لَازم)
(فَقَالَ مقَالا كنت أَجْهَل قدره ... وَعَيناهُ فاضت بالدموع السواجم)
(أتشكو الجوى إِذْ جِئْت غَزَّة هَاشم ... وفيهَا أَمِير أريحي المكارم)
(سمى نَبِي الله أَحْمد من غَدا ... حَدِيث نداه نَاسِخا ذكر حَاتِم)
(كثير رماد الْقدر دَان نواله ... طَوِيل نجاد السَّيْف ماضي العزائم)
(سليل الْمُلُوك الصَّيْد من خضعت لَهُ ... قبائل من تيم وَقيس ودارم)
(وَذُو النّسَب الوضاح والجوهر الَّذِي ... أَقَامَ فرندًا فِي متون الصوارم)
(أَمِير تردى الْمجد درعًا وشاحه ... طوال العوالي فِي طوال المهاذم)
(وَقد ألف الْبيض الصوارم والقنا ... وَقتل العدا من قبل عقد التمائم)
(أَخُو الْحَرْب يغشى اللَّيْث وَاللَّيْث مشبل ... وتخشاه فِي الهيجاء أَسد الضراغم)
(ترى بَابه للوافدين محطة ... فَمن راحل مثن وَآخر قادم)
(وَردت حماه مستفيضًا نواله ... فرحلني عَنهُ بأسنى الْغَنَائِم)
(فَلَا زَالَت الأقدار تخْدم سعده ... بغزة فِي عز مدى الدَّهْر دَائِم)
وَكَانَ يحب مذاكرة الْعُلُوم وَيسْأل الْعلمَاء عَن الْأَحْكَام ويعظمهم ويكرمهم ويصل عُلَمَاء بَلَده وَغَيرهم وانتشأ فِي أَيَّام حكومته بغزة عُلَمَاء وفضلاء سَيَأْتِي ذكرهم ورزق من السَّعَادَة حظًا عَظِيما وَاسْتولى على مملكة غَزَّة مَا يقرب من ثَلَاثِينَ سنة من غير عزل يَقْتَضِي رحيله عَنْهَا وسكنها وَتَوَلَّى إِمَارَة الْحَاج الشَّامي سِنِين عديدة بعد الْأَمِير قانصوه أَمِير عجلون وَمَا والاها من بِلَاد الكرك وَكَانَ يحضر إِلَى دمشق فِي بعض الأعوام وَعمر بهَا بِالْقربِ من بَاب الْبَرِيد بَيْتا مُحكم الْبناء حسن الْوَضع
1 / 188