183

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

خپرندوی

دار صادر

د خپرونکي ځای

بيروت

الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن علوي بافقيه وَالشَّيْخ أَحْمد بن عمر عبد وَالشَّيْخ أَحْمد بن حُسَيْن بافقيه وَغَيرهم وبرع فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والْحَدِيث والفرائض والحساب الْعَرَبيَّة قَالَ الشلي وَسمع بِقِرَاءَتِي على أَكثر مَشَايِخنَا وَسمعت بقرَاءَته عَلَيْهِم وصبته مُدَّة وانتفعت بِصُحْبَتِهِ وَكتب الْكثير وانتفع بِصُحْبَتِهِ جمع وَكَانَ أفْصح أقرانه قَلما وأمكنهم فِي معرفَة الْعُلُوم وَأَحْسَنهمْ فِي معرفَة دقائق الْمعَانِي ورحل إِلَى الْحَرَمَيْنِ وجاور بِمَكَّة سِنِين للتفقه فأذ بهَا عَن جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الزمزمي وَالشَّيْخ عبد الله ابْن سعيد باقشير وَالشَّيْخ عَليّ بن الْجمال وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الطَّائِفِي وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن عَليّ بن عَلان وَأخذ عَن السَّيِّد مُحَمَّد بن علوي وَغَيرهم وَأخذ بِالْمَدِينَةِ عَن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الخياري والصفي القشاشي ثمَّ عَاد لمَكَّة ثَانِيًا وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي وَكَانَت وَفَاته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَألف وَدفن بمقبرة الشبيكة رَحمَه الله تَعَالَى
الشَّيْخ أَحْمد بن حُسَيْن بن أبي بكر العيناتي الشَّيْخ الْكَبِير الْفَائِق ذكره الشلي وَقَالَ فِي تَرْجَمته ولد بقرية عينات وَنَشَأ بهَا فِي حجر أَبِيه وَصَحبه وَعَمه الْحسن وَكَانَ كجماعته على طَرِيق أهل الْبَادِيَة أبدانهم وشعورهم باديه وَلما توفّي أَبوهُ اتّفق أهل عصره على تَقْدِيمه فَقَامَ مقَامه وَكَانَ فِي الْكَرم غَايَة لَا تدْرك وقصده النَّاس ومدحه الْفُضَلَاء وَكَانَت ترد عَلَيْهِ النذور وَالْأَمْوَال وَهُوَ يفرقها على الْفُقَرَاء والوافدين قَالَ الشلي وَلما دخلت عينات استمديت من بحره واجتنيت من دره وَرَأَيْت من بره وَعطفه وكرم أخلاقه ولطفه مَا يزِيد على شَفَقَة الْوَالِدين واجتليت من أنوار طلعته مَا أقرّ الْعين وَكَانَ خلقه كالروض الوسيم وأنواره يقتبس مِنْهَا ف اللَّيْل البهيم وَكَانَ يملك نَفسه عِنْد الْغَضَب ويكظم الغيظ إِذا قدر وَغلب وَكَانَ مَقْبُول الشَّفَاعَة يُقَابل أمره بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة وَكَانَت وَفَاته صبح يَوْم الْجُمُعَة لثمان خلون من جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَألف وَدفن بمقبرة عينات عِنْد قُبُور سلفه رَحمَه الله تَعَالَى
أَحْمد بن خَلِيل بن عَليّ التركماني الأَصْل الْحِمصِي الْمَعْرُوف بالأطاسي الْفَقِيه المعمر الْحَنَفِيّ الْمَذْهَب مفتي حمص وعالمها كَانَ من الصُّدُور الأفاضئل وَله فِي التَّحْقِيق الباع الطَّوِيل أَخذ بحمص عَن ابْن كلف الرُّومِي وَصَحبه إِلَى الْقُدس وشاركه فِي الْقِرَاءَة عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد النَّبِي بن جمَاعَة وَدخل إِلَى حلب ولازم الشهَاب الْأَنْطَاكِي صديق جدّه ثمَّ عَاد إِلَى حمص وَقد زَاد علمه وَولي بهَا قدر يساور النّظر على مقَام سَيِّدي خَالِد

1 / 184