الْأَمِير منجك بن مُحَمَّد المنجكي الدِّمَشْقِي قصيدته الَّتِي مدحه بهَا وَهِي من غرر القصائد ومطلعها
(لَو كنت أطمع بالمنام توهمًا ... لسألت طيفك أَن يزور تكرما)
(حاشا صدودك أَن تذم فَإِنَّهَا ... تحلو لديّ وَإِن أسيغت علقما)
(فاهجر فهجرك لي الْتِفَات مَوَدَّة ... أَلْقَاهُ مِنْك تحننًا وترحما)
(عذب فُؤَادِي بِالَّذِي تختاره ... لَو كنت منسيًا تركت وَإِنَّمَا)
(لَو لم تكن بغبار طرفك أكحلت ... عين الغزالة صدّها وَجه الدما)
وَمن جُمْلَتهَا وَهُوَ مَحل الشَّاهِد
(ملك من الْإِيمَان جرّد صَارِمًا ... بِالْحَقِّ حَتَّى الْكفْر أصبح مُسلما)
(لَو شَاهد المطرود سطوة بأسه ... فِي صلب آدم للسُّجُود تقدّما)
(الْعدْل أخرس كَانَ قبل زَمَانه ... أَذِنت لَهُ الْأَيَّام أَن يتكلما)
(لم تخط آساد الفلا فِي عَهده ... بَين الشقائق خيفة أَن تتهما)
(عقد المثار على العداة سحائبًا ... لَوْلَا الحيا لَقِي العدا مِنْهَا دَمًا)
(ودعت ظباه الطير حَتَّى أَنه ... قد كَاد يسْقط فرخه نسر السما)
وَكَانَ صَاحب طالع سعيد مَا جهز جَيْشًا إِلَى نَاحيَة إِلَّا انتصر وَلَا قصد فتح بلد إِلَّا ظفر وَمن الفتوحات الَّتِي وَقعت فِي عَهده فتح قلعة ازاق وَكَانَ أهل دائرتها من الْكفَّار أظهرُوا الشقاق فَجهز إِلَيْهِم جَيْشًا فافتتحوها فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَألف وَمِنْهَا فتح خَانِية أحد الْبِلَاد الْمَشْهُورَة بِجَزِيرَة اقريطش بِفَتْح الْألف وَسُكُون الْقَاف وَكسر الرَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة من تَحت وَكسر الطَّاء الْمُهْملَة وَفِي آخرهَا شين مُعْجمَة وتعرف الْآن بِجَزِيرَة كريت وَكَانَت الْمُلُوك الفرنج المعروفين بالبندقية وَهَذِه الجزيرة من أعظم الجزائر وأكبرها تشْتَمل على بلادورساتيق كَثِيرَة وَذكر بعض من دَخلهَا أَن بهَا من الْقرى أَرْبعا وَعشْرين ألف قَرْيَة وَأَن دورها ثلثمِائة وَخَمْسُونَ ميلًا وَذكر فِي كتاب الْفرس أَن دورها مسيرَة خَمْسَة عشر يَوْمًا وَهِي ذَات رياض نَضرة وَبهَا أَنْوَاع الْفَوَاكِه وَالثِّمَار وخيراتها وافرة وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهَا من أحاسن الجزائر وَكَانَ السُّلْطَان إِبْرَاهِيم أرسل إِلَيْهَا عساكره بالسفن الْكَثِيرَة وَقدم عَلَيْهِم حَاكم الْبَحْر يُوسُف باشا الْوَزير فَدخل الجزيرة وحاصر قلعة خَانِية وافتتحها وَكَانَ ذَلِك فِي عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وَألف ثمَّ قدم بَعْدَمَا قدم إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة قَتله السُّلْطَان لأمر نقمة عَلَيْهِ وَأمر مَكَانَهُ الْوَزير الْكَبِير حُسَيْن باشا الْمَعْرُوف بدالي
1 / 14