123

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

خپرندوی

دار صادر

د خپرونکي ځای

بيروت

هَل زيدا رَأَيْته وأنشدني الْفَاضِل الأديب على النجاري الْمَكِّيّ فِي معنى قَول الْقُسْطَلَانِيّ
(إِذا غَابَ كَانَ الْميل مني لغيره ... ون لَاحَ كَانَ الْميل مني لَهُ حتما)
(كَأَنِّي هَل فِي النَّحْو وَالْفِعْل حسنه ... وكل الورى أَن لَاحَ محبوبي الأسمى)
(وَلأبي السُّعُود أَيْضا ...)
(فَبَيْنَمَا الشَّخْص يمشي وَهُوَ فِي فَرح ... إِذْ صَار فِي النعش مَحْمُولا على الْكَتف)
(فعد زادًا هُوَ التَّقْوَى وَكن حذرا ... واكثر من الذّكر وَالْأَحْزَان والأسف)
وَله أَيْضا
(أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بروضة من بِالصّدقِ كَانَ يَقُول)
(وَهل أبصرن تِلْكَ الْمعَاهد والربى ... وَهل يقعن لي نظرة وَقبُول)
وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَألف وَدفن بالمعلاة بِمَكَّة المشرفة رَحمَه الله تَعَالَى
أَبُو السُّعُود بن مُحَمَّد الْحلَبِي الْمَعْرُوف بالكوراني الأديب الشَّاعِر الْفَائِق كَانَ لطيف الطَّبْع جيد الفكرة وَله محاضرة رائقة ومفاكهة فائقة مَعَ حَدَاثَة سنه وطراوة عوده وشعره عَلَيْهِ طلاوة وَفِيه عذوبة وقفت لَهُ على قصيدة غرا فريده زهرًا ومطلعها
(أجل إِنَّهَا الآرام شيمتها الْغدر ... فَلَا هجرها ذَنْب وَلَا وَصلهَا عذر)
(ففر سالما من ورطة الْحبّ واتعظ ... بحالي فَإِن الْحبّ أيسره عسر)
(وقدها جنى فِي الأيك صدح مغرد ... بِهِ حلت الأشجان وارتحل الصَّبْر)
(يذكرنِي تِلْكَ اللَّيَالِي الَّتِي انْقَضتْ ... بلذة عَيْش لم يشب حلوه مر)
(سقيت ليَالِي الْوَصْل مزن غمامة ... فقد كَانَ عيشي فِي ذراك هُوَ الْعُمر)
(فكم قد نعمنا فِيك مَعَ كل أغيد ... رَقِيق الْحَوَاشِي دون مبسمه الزهر)
(لقد خطّ ياقوت الْجمال بخده ... جداول من مسك صحيفتها الدّرّ)
(وَروض بِهِ جر الْغَمَام ذيوله ... فَخر لَهُ وجدا على رَأسه النَّهر)
(وَقد أرقص الأغصان تغريد ورقه ... وأضحك ثغر الزهر لما بَكَى الْقطر)
(وَضاع بِهِ نشر الخزامى فعطرت ... نسيم الصِّبَا مِنْهُ وَيَا حبذا الْعطر)
(بَدَائِع من حسن البديع كَأَنَّهَا ... إِذا مَا بَدَت أَوْصَاف سيدنَا الغر)
وَمن مقاطيعه قَوْله
(كَأَنَّمَا الْوَجْه وَالْخَال الْكَرِيم بِهِ ... مَعَ العذار الَّذِي اسودت غدائره)

1 / 123