خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
خپرندوی
دار صادر
د خپرونکي ځای
بيروت
(فَلَمَّا ظن أَن النصح غش ... فخالفني كَأَنِّي قلت هجرا)
(خطا وخطوت من أسدين راما ... مراما كَانَ إِذْ طلباه أمرا)
(يكفكف غيلَة أحدى يَدَيْهِ ... ويبسط للوثوب على أُخْرَى)
(هززت لَهُ الحسام فخلت إِنِّي ... شققت بِهِ من الظلماء فجرا)
(وأطلقت المهند من يَمِيني ... فقد لَهُ من الأضلاع عشرا)
(وجدت لَهُ يثابة أرته ... بِأَن كَذبته مَا مِنْهُ عذرا)
(بضربة فيصل تركته شفعا ... وَكَانَ كَأَنَّهُ الجلمود وترا)
(فَخر مضرجا بِدَم كَأَنِّي ... هدمت بِهِ بِنَاء مشخمرا)
(فَقلت لَهُ يعز عَليّ أَنِّي ... قتلت مماثلي جلدا ونهرا)
(وَلَكِن رمت أمرا لم يرمه ... سواك فَلم أطق يَا لَيْث صبرا)
(تحاول أَن تعلمني فِرَارًا ... لعمر أبي لقد حاولت نكرا)
(فَلَا تغْضب فقد لاقيت حرا ... يحاذر أَن يعاب فَمَاتَ حرا)
فَكَانَ قراءتي لَهَا أَشد على الشَّيْخ من سَماع قصيدتي إِذْ قصَّة بشر مَعَ الْأسد كقصتي مَعَ الشَّيْخ فَلم يَسعهُ إِلَّا أَن قَالَ لعَبْدِهِ ياقوت الْمَشْهُور هَات الْكِتَابَيْنِ وناولهما لهَذَا الرجل ثمَّ اعتذر إِلَيّ عَفا الله عَنهُ فأخذتهما وانصرفت شاكرا دَاعيا وَمِنْهَا مَا حَكَاهُ قَالَ إِنَّنِي امتدحت المرحوم قَاضِي الْقُضَاة بِالشَّام الْمولى عبد الرَّحِيم الرُّومِي الْحَنَفِيّ سنة ثَان وَألف بقصيدة ميمية وَقد فقدتها من بَين مسوداتي الْآن وَكنت أستكتب فِيهَا المرحوم الشَّيْخ كَمَال الدّين بن بَرَكَات بن الكيال فَلَمَّا قدمتها إِلَيْهِ أجازني بجائزة حَسَنَة فَلَمَّا نمت تِلْكَ اللَّيْلَة رَأَيْت كَأَنِّي جَالس بَين يَدَيْهِ وَهُوَ يتَأَمَّل القصيدة وَيَقُول يَا شيخ هَذَا نظمك فَقلت وَالله يَا سَيِّدي فَقَالَ لي وخطك فَقلت لَهُ نعم فَتَبَسَّمَ مُنْكرا ثمَّ تنَاول الدواة وَقطع قرطاس وقدمهما إِلَيّ ثمَّ قَالَ لي خُذ انظم نصف بَيت واكتبه فتناولتهما وكتبت
(أقضى قُضَاة الورى عبد الرَّحِيم غَدا ... يَقُول ممتحنا والصدق شيمته)
(انظم لنا نصف بَيت قلت ممتثلا ... هَا قد نظمت وَلَكِن أَيْن قِيمَته)
ثمَّ ناولته القرطاس فاهتز طَربا وَأبْدى عجبا وَقَالَ هَذَا الْخط من جنس قَول الشَّاعِر عَيناهُ فَجعلت وَقلت لَهُ لَعَلَّ مَوْلَانَا يُشِير إِلَى قَوْله
(عَيناهُ قد شهِدت بِأَنِّي مُخطئ ... وَأَتَتْ بِخَط عذاره تذكارا)
1 / 104