============================================================
الذاتخاليع 2 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،} ول تنازعت الدراسات العقائدية فى الإسلام روحان، روح اتصفت بالوضوح والمتهجية، وأخرى اتصفت بالإيهام والخلط، ولاسباب عدة من أبرزها العامل والسبب السياسى، كانت الغلبة للاتجاه الثانسى على الأول، فلم يكن من المعقول أن يتعايش اتجاه يدعو إلى العقل والحرية والمنهجية، مع وجود جو من الطغيان السياسى والفردية، وغلبة العصبية والقبلية، وانتصار الحكام، رغم جهلهم، لاتجاه على آخر بالسيف والذهب حيح أن علماء العقيدة تقاربوا، فى معظم المفاهيم والقضايا فى النهاية، إلا آنه من الثابت أن ماحدث قبل هذا التقارب، خلف اتجاهات وأحزاب، تصارعت فيما بيتها، حتى آل حال الأمة إلى ما آلت إليه .. فقد انتكس الأخباريون والمحدثون بالفكر والفيقة جميعا، وفرضوا مذهيهم الأثرى على الساحة العلمية، دون فهم او وعى، واستعانوا بالعامة على هزيمة خصومهم ايا كانوا ، فلم يبق فى الساحة إلا الغث والردي .. وبدلا من أن تسود روح الود والإخاء والتسامح ، سادت روح من العصبية والتقليدية، التى قتلت الاجتهاد، وعفت على آثاره يشيع فى مجال الدراسات القلسفية أن الفارابى والكندى وابن سينا وابن رشد ، ومن بمدهم ومن سار على دربهم ، انهم مالوا إلى الفكر اليونانى، على حساب الإسلامى، وعبثوا فى المنهج، حتى صيغ بطابع يونانى خالص .. وأخذ الدارسون فى دراسة هؤلاء الفلاسفة، على أنهم فلاسفة إشراقيون .. وركزوا على الجانب الوافد منهم .. ولم يحظ الجانب الإسلامى منهم على مثل ما حظى الجانب الآخر .. ولم يدرك هؤلاء أن اختلاط المسلمين بالأمم الأخرى اقتضى من الإسلاميين وضع فكر هذه الامم موضع الدراسة، واسلمة هذه العلوم التى صادفوها عند هذه الامم لقد جعلوا الآخر موضوعا للمعرفة، وليس مصدرا، وشغلهم ابداع فكر مسياسى اسلامى، واجتماعى إسلامى، على غرار ما هوموجود عند اليونان، فأسلموا أرسطوا
مخ ۵