Khilāṣat al-Mukhtaṣar wa-Naqāwat al-Mu‘taṣar
خلاصة المختصر ونقاوة المعتصر
ایډیټر
أمجد رشيد محمد علي
خپرندوی
دار المنهاج
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۲۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
جدة
ژانرونه
المرء تركه ما لا يعنيه))، فإذا فهم هذا في المسلم .. فالكافر إن كان حربياً فإيذاؤه ليس بحرام ؛ إذ لا عصمة له ، فتزول علة التحريم ، ويبقى أنه تنقصٌ لما هو من خلق الله تعالى ، فإن كان ذلك تعرضاً لذميم أخلاقه لا لنشأة خلقته ، وانضم إليه الإشعار ، وقال ذلك من أثر ضلاله وكفره ، تنفيراً عن الكفر وتحقيراً له ببيان أنه مما ينتج الأخلاق السيئة .. فهذا لا كراهية فيه ، وإن لم يكن على هذا القصد ، ولا مع هذا الإشعار ، ولم تكن فيه فائدة التنبيه من تحذير وتحقير .. فالكراهة فيها أخف ، وإنما لا تستشعر النفس فيها الكراهة لأنه يسبق إليها أن مذمته مذمة الكفر وإشارة إليه ، وقد سبق أن ذلك لا بأس به ، وهذا بأن يكون مندوباً أشبه من أن يكون مكروهاً .
وأما التعرض لبشرة خلقته .. فالكراهة فيها أخف من التعرض للأطعمة ... إلى آخر ما ذكره(١) .
ونلحظ من هذا التقرير الاعتمادَ في الفتوى على صحيح الأحاديث ، والاستنباط العميق والتفصيل البديع ، والدقة في تبيان الصور ، وردها إلى المقاصد ... إلى غير ذلك مما لا يخفى على الفطن .
لأن تفنن الإمام في علمي المنقول والمعقول خوّل له القدرة على تنوع المقاصد وتكثير الصور ، وتباين أحكامها ، كل بحسب ما ترشد إليه قواعد الشرع ، إضافة إلى الحس الفقهي الذي تميز به ، والتقوى التي تهديه إلى السداد ، وتفتح له أبواب الرشاد .
( د )
أما الخلاصة: فأصلها (( مختصر المزني)) الذي قيل عنه : إنه أحاط بمسائل المذهب أصولاً وفروعاً ، تصريحاً أو تلميحاً ، فكان الاسم والمسمى أشبه بأسماء الأضداد ، فهو مختصر نسبي وكتاب مبسوط بالمعنى العام ، ولذلك اختصر ثم اختصر .
١ - فاختصره أولاً الإمام أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين ، وحذف أدلة
(١) إتحاف السادة المتقين (١٤/١-١٥).
9