Khilāṣat al-Mukhtaṣar wa-Naqāwat al-Mu‘taṣar
خلاصة المختصر ونقاوة المعتصر
ایډیټر
أمجد رشيد محمد علي
خپرندوی
دار المنهاج
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
۱۴۲۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
جدة
ژانرونه
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين (١)
أستخير الله تعالى في تحرير (( مختصرِ المُزَنِيِّ)) وترتيبه وتهذيبه وتبويبه ، وأنا بحمد الله تعالى مُؤْثِرٌ ومُقْدم ، وعلىُ نبيه محمد وآله مصلٍّ ومُسَلِّم ، ولما يساعد به التوفيق ويجري به التقديرُ فيما أقصده من التحرير مذعنٌ ومُسَلِّم .
ولقد صنف الشيخُ الإمامُ أبو محمد الجُوَيْني والدُ أستاذي وإمامي إمام الحرمين - قدس الله روحهما - مختصراً من (( المختصر)) ، منقِّحاً له بحذف التطويل والإطناب ، وطرحٍ ما طوَّل به المُزَنِيُّ الكتابَ والأبواب ، بما أجراه في الأدلة والاعتراضات من الإسهاب ، ولم يَألُ فيما قصدَ من الاختصار جهدَه ، ولكنه جرَّد نحوَ مجرد الإيجاز قصدَه ، وقَصَر على محض الاختصار نيتَه ، ولم يصرف إلى الترتيب وحصر المسائل همتَه ، فجاءت المسائلُ متبددةَ النظامِ كالدُّرِّ المنثورِ خارجةً عن الانضباط ، تَفَتقر كلُّ واحدة إلى أن تفرد بالاحتفاظ والالتقاط ، ومهما لم تُشْرد المسائلُ المتبددةُ في سلك النظام .. استعصت على الحفظ، وزلت عن الذهن ، وطال الشغلُ والعَناءُ في تحصيلها أولاً ، واستصحاب حفظها ثانياً .
فثنيت عنان العناية إلى التأليف بين الإيجاز والترصيف(٢) ، والتركيب بين الاختصار والترتيب ؛ تحريضاً للراغبين ، وتسهيلاً للحفظ على الطالبين .
وما أجدرَ (( مختصرَ المزنيِّ)) بأن يُعتنىُ بحفظه! فإنَّ مسائلَه غررُ كلام الشافعيِّ رضي الله عنه ، بل دُرَرُ نِظامه ، وزواهرُ نُصوصه ، بل جواهرُ فُصوصه(٣) ، وناقلُها في
(١) في (ب): ربِّ وفق.
(٢) هو القوة والإحكام. اهـ ((مختار الصحاح)) و((المصباح المنير)) مادة (رصف).
(٣) جمع ( فص ) بفتح الفاء ، وهو : ما يركب بالخاتم . اهـ المرجعين السابقين مادة ( قصص ) .
55