كثر فيهم الخلل ، ومنهم من كاتبه وأخذ أمانا خفيا نسأل الله العافية ، فلما أذن الله بالفرج بعد الشدة ، والنصر بعد اليأس وثويني وجنوده قد نزلوا الشباك ، فجلس ثويني هو وجلساه ناحية والخيمة تبنى فسلط الله عليه عبدا يقال له طعيس من عبيد حبور بن خالد وقد فارق براك يوم اقفا براك قاصدا ثويني ، وصار العبد عند المسلمين ثم غزا مع ركب وأخذوا الركب وصار مع الخوالد الحزبيين ، فحين نزلوا السباك وجلس ثويني عدا عليه معه رميح فيه حربيه رثة وطعنه بين كتفيه طعنة رثة ، وبارك الله فيها ، ومات منها وأرادوا التصلب بعده وأقروا أخاه ناصر بن عبد الله ، ويسر الله أن براك بن عبد المحسن آل عبيد الله يفارقهم وينهزم للمسلمين ، وكان في أثناء أمره قد ندم على المسير معهم ، وذلك أنه رأى وجه ثويني وإقباله على آل عريعر ، وعرف أن ثويني إن استولى على الأحساء ما يؤثر عليهم أحدا ، هذا الظاهر عندهم ، فلما جرى ما ذكر تخاذلوا ووقع فيهم الفشل وألقى الله في قلوبهم الرعب ، وارتحلوا منهزمين ولحقوهم الذين على أمواه الديرة من المسلمين وقتلوا منهم قتلى كثيرين وغنموا مغانم كثيرة ، وصاروا في ساقتهم إلى قرب الكويت يقتلون ويغنمون وخلوا المدافع الكبار وظهرت للدرعية ومقتل ثويني رابع ، المحرم أول السنة الثانية عشر اتفق تاريخ مقتله (غريب).
وفي هذه السنة وهي سنة أحد عشر جانا في الوسمى سيل عظيم ، انتفع منه كثير من أهل البلدان أغرق حلة الدلم ومحاها جملة لم يبق من بيوتها إلا القليل ، وذهب لهم أموال كثيرة من طعام ومتاع وغيره ، ونزل على حريملاء في الصيف برد ما يعرف له مثيل خسف السطوح وقتل بهائم وكسر عسبان النخل ، وجرد خوصها جملة ، وكسر الشجار وهدم الجدران
مخ ۲۰۷