181

الليل مخاطرين بأنفسهم ويتخللون تلك الجموع فجرا ، وأعمى الله عنهم ووصلوا إلى جدار القلعة وجدار قصر التويجري فألقوا إليهم الجبال ، ولآل رشيد فصعدوا وسلمهم الله ، فلما رأى سعدون ومن معه هذا الأمر تحققوا أنهم ممتنعون ولا قدرة عليهم ، فرحل سعدون ومن معه ورحل أهل الزلفى ورجعوا أهل حرمه إليها ، واستقر الحرب بينهم ثم جهز عبد العزيز أخاه عبد الله وقد أقاموا بعد رحيل ابن عريعر نحو شهر ونصف يغادونهم أهل المجمعة القتال ويراوحونهم ، وقد جعل فيها عبد العزيز جندا وخيلا وشوكة ، ثم غزاهم عبد الله بن محمد كما ذكرنا بجميع أهل نجد ، وضيق عليهم ، وقتل منهم رجالا ، منهم مدلج المعيي وغيره ثم بعد ذلك سار إليهم سعود بجميع أهل نجد ونازلهم وملك أكثر. نخيلهم وقطع منها ، وحصرهم عدة أيام وكل يوم يباكرهم القتال ويمسيهم حتى قرب مقضبهم قبالة باب القلعة ، ونهض عبد الله بن حسن وأولاده منصور وحسن مبادرين مع الباب خارجين إليهم مسالمين ليدخلوهم ، فظنوا أنهم خارجون لقتال.

فثوروا عليهم البنادق ، فقتلوهم وقتل سعد بن محمد الصانع وغيره ، فلما اشتد عليهم الحصار أوقع الله في قلوبهم الرعب ، فصالحوا سعود على ما في بطن الحلة من الأنفس والأموال ، ومكنوهم من البلد فدخلوها وضبطوها ، وكاتب سعود أباه يخبره بما جرى أنه صالحهم على أن لهم الحلة وما فيها ، وأن يزيل المحذور منها ، فكتب له أبوه أنها محذور كلها ، فدمرها وأهدمها ، فأمر الجنود بهدم جملة السور ، والبيروت ، وارتحل أهلها ، منهم من نزل في المجمعة ، ومنهم من هو الأكثر من حدر لبلد الزبير ، وقتل في أول هذه الحرب ، وأخره منهم عدة منهم مدلج المعيي ،

مخ ۱۹۰