180

وسعد الصانع ، وغيرهم ، وأوقع الله الرعب وقبلهم بأيام قتل مدلج وعدة رجال وغيرهم ، وأوقع الله الرعب في قلوبهم وصالحوا على ما في بطن الحلة من الأنفس والأموال ، واستولى عليها المسلمون وهدموا الحلة ، وبعض أهلها نزل المجمعة ، وغالبهم جلوا للزبير وسطوا أهل حرمه على أهل المجمعة ، وقبضوا بروجها ونخيلها ، وهم مواعدون أهل الزلفى ، وسعدون بن عريعر وأقبل الجميع بجيوش عظيمة ، ونزلوا نخيل المجمعة ، واختصروا في القلعة وغلقوا الأبواب ، وأقاموا عدة أيام محاصرينهم ، يقطعون النخيل ، ورعوا الزرع ، ودمروها ، ثم أنهم عجزوا عن القلعة ورحلوا بني خالد وأهل الزلفى ، ورجعوا أهل حرمه إلى بلادهم وثار عليهم الحرب ، وأقاموا مدة أربعين يوما في ضيق والمسلمون يواقعونهم من المجمعة ، تلك المدة فجعلوا فيها خيلا ودولة ، وغزوة بالجيوش ، وقاتلوهم ثم رجعوا أميرهم عبد الله بن سعد.

وفي هذه السنة تمالأ أهل حرمه ، وأهل الزلفى ، وسعدون بن عريعر على أنهم يسطون في المجمعة ، لأنه قد وقع في أنفسهم أنهم إن لم يخرجوا من حكم ابن سعود أخرجوا من بلدهم ، فساروا إليها وسط النهار وأمسكوا جميع بروج النخيل ، ثم قدموا عليهم أهل الزلفى بشوكتهم ، ثم قدم سعدون بالجموع العظيمة ونزلوا وسط النخيل واحتضن أهل المجمعة ومن عندهم من الأعوان في القلعة وبنوا على الأبواب وأقاموا عدة أيام يحاصرونهم ويقطعون النخيل ورعوا الزروع ودمروا ، فلما ضاق الأمر عليهم وهموا بالمصالحة والتمكين وطلبوا الإنظار نحو يومين يرجون المدد ، لأن حسين بن مشاري بن سعود في جلاجل في عسكر من أهل العارض ، والمحمل وسدير ، فيسر الله أن يسري إليها من قومه سرية في

مخ ۱۸۹