... الحمد لله غافر الذنوب وإن عظمت ، كاشف الكروب وإن استحكمت ، أحمده ، والحمد له من أوثق عرى الإيمان ، وأشكره، والشكر له مزيد الامتنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الملك الديان ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله إلى كافة الإنس والجان ، ورحمة كاملة لأهل الإيمان ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين هاجروا معه ، وتركوا / الأوطان ، 2 وآوه ، ونصروه ، ووقروه ، وعلى من تبعهم بإحسان ، [ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ] (¬1) صلاة دائمة ما ائتلف الفرقدان ، واختلف الجديدان .
أما بعد ...
... فهذه أحاديث نبوية ، تتبعتها من كتب كثيرة ، غريبة ومشهورة ، وكلها داخلة تحت معنى واحد رائق ، وهو العمل بما ورد الوعد فيه بغفران ما تقدم من الذنوب وتأخر ، على لسان الصادق ، وقد رتبتها على أبواب ؛ ليسهل كشفها على الطلاب ، وسميتها بالخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة ، وقد أردت قبل الشروع في إيراد الحديث أن أذكر شيئا من كلام الأئمة هنالك ، في جواز ذلك ، فمن ذلك أن الأئمة رضي الله عنهم تكلموا على قوله صلى الله عليه وسلم في أهل بدر ، فقال : إن الله اطلع عليهم ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، بالجزم ، والرواية الأخرى: لعل ، وقوله : اعملوا ما شئتم للتكريم ، والمراد أن كل عمل عمله البدري لا يؤاخذ به ، وقيل : إن أعمالهم السيئة تقع مغفورة ؛ كأنها لم تقع ، وقيل : إنهم حفظوا ، فلا تقع منهم سيئة .
ومما يدخل في هذا المعنى ما ورد في صوم يوم عرفة، وأنه يكفر سنتين : الماضية والآتيه، فهو دال على وجود التكغير قبل وقوع الذنب .
مخ ۱۲