51

خطرات نفس

خطرات نفس

ژانرونه

ومع ذلك فقد تكون مادة الأعصاب سليمة، لم تأكلها السنون، وتعاقب الأوصاب واللذات، لكنها لا تقوى على الحركة، ولا تستمرئ للنشاط طعما.

تلك هي صورة الضجر. وذلك هو شأن الضجرين. •••

وكم من مرة يحاور الضاجر نفسه في أمر ذلك الضيق، وفي بيته رغيف يأكله، فلا يشكو جوعا، وفي حقيبته كساء يرتديه، فلا يخاف عريا، وتحت سماء الله سقف يظله، فلا يخشى قلة المأوى، وعلى أرض الله فراش وثير يتقلب عليه إذا أوى، فلا يخاف خشونة وبأسا.

وكم من مرة يقول: أي سم جرى في دمي، فكان مصدرا لذلك الضجر؟

وأي غبار يختلط بالهواء، فيصير إلى صدري، فيحبس عني الهواء رطبا بليلا؟

وأي كثافة تختلط بالأضواء، فلا تشف عن لآلائها وبهائها؟ وأي سحرة تمسخ تلك الوجوه أمامي، فتحول إلى أشكال القردة الهازلة؟

وأي سحرة تلون تلك الوجوه بالأحقاد القاتمة؟ •••

أف أف يا رباه ... أهو دم فاسد يجري في عروقي، فيفسد علي هذا الوجود؟ أم هي مواد حللها الفساد فاغتذى الجسم منها، فلا أرى في الكون إلا فسادا؟ أم هي الحياة الاجتماعية قد اعتلت واختلت، وأحوال النفوس قد فسدت؟

أف أف ... لقد فسد جو الحياة الاجتماعية، فأصبحت أكثر النفوس لا تتنفس إلا ضيقا وضجرا. فمتى يستحيل الضيق فرجا، ينفث عن الصدور، ويطهر الجو المسموم؟

لذكرى الأديب1

ناپیژندل شوی مخ