خماره د تور پیشو

نجيب محفوظ d. 1427 AH
80

خماره د تور پیشو

خمارة القط الأسود

ژانرونه

تنهدت المرأة قائلة: الله أعلم، والله غفور. •••

وفي شقة بالعمارة رقم 50 بشبرا، كانت فتاة تنظر إلى صورة القتيلة بذهول، لا تكاد تصدق عينيها، ثم هرعت إلى أمها بالجريدة هاتفة: ماما .. انظري!

نظرت الأم إلى الصورة، وقرأت الخبر، ثم رفعت عينيها إلى ابنتها متسائلة، فقالت هذه بانفعال: شلبية يا ماما، ألا تذكرين شلبية؟!

أعادت المرأة النظر إلى الصورة بإمعان، حتى اتسعت عيناها دهشة وانزعاجا، وصاحت: يا ربي! هي هي شلبية، شلبية دون غيرها.

قالت الفتاة برثاء وتأثر: كانت عندنا منذ خمس سنوات. - أجل، ترى كيف ولم قتلت؟!

غمغمت الأم بكلام غير مفهوم، ولم يسكن انفعال الفتاة، فقالت: كانت طيبة جدا يا ماما، تتلقى أي أمر بصبر وابتسام، وكانت تغني في الحمام أغاني ريفية بصوت ساذج لطيف.

ثم بنبرة كالعتاب: وقد طردناها بلا سبب! - هي مسكينة، ربنا يرحمها، ولكنا لم نظلمها. - كانت لطيفة وساذجة ومؤدبة، ولكني لم أدر لأي سبب طردت!

فقالت الأم بوجوم: لم تطرد بلا سبب، وكل شيء قسمة ونصيب.

فتنهدت الفتاة قائلة: لعلها لو بقيت عندنا لما ...

فقاطعتها بحدة: أنت مجنونة؟! .. أليس كل شيء بإرادة الله؟

ناپیژندل شوی مخ