نظر محسن نحوه بذهول، وقال: لكنهم يعرفون صاحب القنبلة! - ولو! .. قالوا إنني رفضت أن أشترك في تلفيق تهمة ضد أحد منهم. - ولكنك لا تهتم بشيء في هذه الدنيا؟!
فقال وهو يبتسم: لقد تزوجت الاهتمام في المجلس الاحتياطي والمحكمة.
صورة
يسري عبد المطلب يتناول فطوره المكون من قطعة من الجبن القريش والخبز المحمص وفنجال قهوة، وفي قبالته جلست زوجته منهمكة في مطالعة الجريدة، وتنفس جو الشقة هدوءا كهدوء الشيخوخة، هو طابعها دائما أبدا، عدا أيام الزيارات التي يحييها الأبناء. وقربت المرأة الجريدة من عينيها في اهتمام طارئ، ولكن الرجل رمقها في غير اكتراث، ونادرا ما يثير اهتمامه شيء مذ أحيل إلى المعاش، وتمتمت المرأة في رثاء: مسكينة!
وقال لنفسه: دائما صفحة الحوادث أو صفحة الوفيات! ومدت له يدها بالجريدة، وهي تقول في حسرة: شابة، وجميلة .. انظر.
يا فتاح يا عليم! جثة ملقاة على الرمال، الوجه واضح المعالم، وسيم يافع، مغمض العينين إلى الأبد. ونظر في الجريدة دون أن يتناولها، وتساءل: قتيلة؟ - في الصحراء، وراء الهرم، مؤخر الرأس مهشم، لم يسرق منها شيء، مجهولة.
فقضم لقمة وهو يقول: قصة قديمة معادة. - لكنها لم تسرق! - حب، زفت، أي شيء، لم تقتل طبعا بلا سبب. - جميلة وشباب، المسكينة!
وأمعنت النظر في الصورة، وقالت: يا قلب أمها!
ووضعت الجريدة على السفرة، واستطردت: إني أعجب كيف يقدم إنسان على قتل إنسان!
فقال باسما: لا تنكري أنك عاصرت حربين عالميتين، وعشرات الحروب المحلية. - الحرب شيء آخر، ليس كأن تقتل إنسانا وجها لوجه، بقصد وغدر وقسوة، والمسكينة - ولا شك - ذهبت مع القاتل وهي مطمئنة. - اللعنة، ولماذا ذهبت معه؟
ناپیژندل شوی مخ