============================================================
من كم يبث والحث حشؤ فؤاده لم يذر كيف تفئث الأكباد وإني كنث قبل أن يكتب الشباب خط العذار، أردد ناظري في أخبار الأولياء الاخيار، وأتتبع مواقع إشارات حكم الضوفية الأبرار، وأترقب أحوالهم، وأسبر أقوالهم: أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا(1) حتى حصلث من ذلك على فوائد عاليات، وحكم شامخات ساميات، فألهمت أن أقيد ما وقفت عليه في ورقات، وأن اجعله في ضمن التراجم، كما فعله بعض الأعاظم الاثبات، فأنزلث الضوفية في طبقات، وضربث لهم في هذا المجموع سرادقات، ورتبتهم على حروف المعجم عشر طبقات، كل مثة سنة طبقة، وجمعتهم كواكب؛ كلها معالم للهدى، ومصابيح للدجى، ورجوم للمسترقة، لكني لم أستوعت بل اقتصرت على جمع من الثساك المشتهرين بالزهد، المتحققين بالإرشاد والؤشد، ممن له كلام عال في الحقائق، وباشر الأحوال والطرائق، وظهرث عليه الكرامات والخوارق، وقاطع القواطع والعلاثق؛ فإن القصد بهذا التعليق الثفع بما لهم من الكلام في الحقائق، والجكم والأحكام وما سواه بالنسبة إليه تتمات، وإن كانت في نفسها من أنفس المهمات، فدونك مجموعا جموعا، اشتمل على حكم عالية المقدار، وإشارات بديعة رفيعة المنار، وحكايات ليس فيها شكايات، ونوادر في ضمنها زواجز، ومواعظ ثصمت اللافظ، ويتوب لها الفاجر، وفوائد يسوذ بها القرطاس، ويود لو زيد فيه سواد القلب والبصر، وتسود بها الأوراق فتصبخ أسود من الشمس والقمر وسميته "الكواكب الدرية في تراجم الشادة الصوفية" وأنا أفقر عباد الله وأحوجهم إلى الطافه الخفية، محمد المدعو عبد الرؤوف سليل العصابة المناوية، والله أسأل أن يجعلني من جملة أحبابه ولا يؤاخذني بالتقصير في خدمة جنابه، وقبل الشروع في المقصود لابد من مقدمة فأقول مستمذا من بحر جود واجب الوجود: (1) البيت لمجنون ليلى، الديوان صفحة 282، من قصيدة مطلعها: برغمي أطيل الصد عنها إذا نأت أحاذر أسماعا عليها وأعينا
مخ ۴