من مات في عزه استراح ومن ... خلف مثل الأديب ما ماتا
فأجابه ابن الجزار
كم من جهول رآني ... أمشي لأطلب رزقا
فقال لي صرت تمشي ... وكل ماش ملقى
فقلت مات حماري ... تعيش أنت وتبقى
من كلا الأستاذ الأعظم الشيخ محمد البكري الصديقي خلدت أيام إفاداته وهو مما كتبته عنه بمصر المحروسة سنة اثنين وتسعين وتسعمائة.
بين أهل القلوب والحق حال ... هو سر يدق عنه المقال
ما لشخص إلى علاهم طريق ... لا ولا في الحديث عنهم مجال
احذر احذر أهل القلوب وسلم ... أمرهم إنهم فحول رجال
لا يكن منك ذرة بنكير ... فسيوف الأقوال منها صقال
وشباها يشب نار انتقام ... ليس يطفي لوقدها اشتعال
مرهفات بترتقد وتفري ... سلها فتية الوغى الأبطال
فإذا ما رأيت نكرًا فأول ... ليزول الإنكار والإشكال
لا ترد وسعة المقال لحال ... رب حال يضيق عنه المقال
لو ترى القوم في الدياج سكارى ... وعليهم أديرت الجريال
كل بسط من بسطهم مستفاد ... كل عطف لسكرهم ميال
شاهدوا الحق من سرايا نفوس ... جل عن كشفها الرفيع منال
إنما العين بالحقيقة للعين ... تجلت فما هناك خيال
تحت أستار عزة وجلالٍ ... ما سواها جميعه أسمال
يا لقومي من سكرة بمدام ... ما لعقل الندمان منها خبال
هاتها هاتها على كل حال ... واسقنيها فما عليك مقال
لا تبالي لعاذل في هواها ... لم يذقها فقوله بطال
كل ذنب لشاربيها سماح ... وعشار لمحتسيها مقال
فشمال والكأس فيها يمين ... ويمين لا كأس فيها شمال
1 / 28