وأما الصرف:
فقد قال شيخنا (رحمه الله)، إن أكثر ما يحتاج إليه الأعجمي، لاحتياجه إلى معرفة اصطلاحات العرب في مخاطباتهم، ولما كانت اللغة واسعة، وكان الاعجمي غير مطبوع عليها، احتاج إلى معرفة الآلة الضابطة لقوانينهم، ليرجع إليها ويعرف اصطلاحاتهم منها، وأما العربي الذي أعطاه الله معرفة تلك الاصطلاحات، وقوانينها بغير تعلم، فله غنية عن ضبط تلك الآلة.
بلى لما اختلطت الألسنة، وكثر الغلط في اللغة بسببه، احتاج العربي أيضا إلى تلك الآلة، ليأمن الغلط، ويقع اصطلاحه على اصطلاح العرب، فما علم من تلك المخاطبات بين العرب الشهرة، فلا يحتاج فيه إلى المراجعة إلى الآلة، وما لم يشتهر، وخفى عن العربي معرفته باستعمال غيره، وجب فيه الرجوع أما إلى الآلة الضابطة، أو إلى بعض الاصول المصححة، وإنما يحتاج إلى ذلك فيما يتعلق منه بالآيات والأحاديث لا غير، فيكفي في ذلك الرجوع إلى كتب التفاسير، وإن كان متقنا للآلة، بقراءة بعض الكتب المشهورة كالزنجاني (1)، والشافية (2)، كان أبلغ.
(1) الكتاب المعروف ب «تصريف العزي»، أو «العزي في التصريف» كما عنونه في كشف الظنون، وهو مختصر متداول نافع لعز الدين أبي الفضائل إبراهيم بن عبد الوهاب بن عماد الدين بن ابراهيم الزنجاني عليه شروح كثيرة أشهرها الشرح المعروف بشرح التصريف لسعد الدين التفتازاني.
للوقوف على بقية شروحه يراجع كشف الظنون ج 2 ص 1138، 1139.
(2) الشافية في التصريف، لأبي عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب النحوي المالكي، وهي مقدمة مشهورة في هذا الفن كمقدمته المعروفة في النحو.
عليها شروح كثيرة أحصاها في كشف الظنون وأوصلها إلى أكثر من سبعة عشر شرحا مع ذكر مواصفات الشروح، راجع ص 1020 من كشف الظنون، الجزء الثاني.
مخ ۷۹