321

کاشف امین

الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

ژانرونه

علوم القرآن

العدل والتوحيد في جانب .... وحب أهل البيت في جانب فمن قال: إن الله تعالى لا يفعل القبيح كالظلم والكذب والعبث والسفه، وأنه لا يخل بالواجب من جهة الحكمة كالإنصاف للمظلوم من الظالم والبيان للمكلف بما كلفه وتمكينه منه ونحو ذلك، وأن أفعاله كلها حسنة. فهو عالم بالعدل ويقال له عدلي.

ومن أخل بشيء من هذه الثلاثة الأطراف كقول المجبرة: إن الله تعالى خلق الظلم والكذب وسائر الفساد في العباد، وأنكروا وجوب إنصاف المظلوم من الظالم، وجوزوا تكليف مالا يطاق وقالوا: إن العقل لا يدرك في أفعاله تعالى المتعلقة بأفعال العباد حسنا ولا قبحا. فهو غير عالم بعدل الله وحكمته ولا يقال له عدلي، ولهذا ترى المجبرة على طبقاتها لا تلاحظ وصف الله تعالى بالعدل والحكمة، ولا تجدهم يطلقون على الله تعالى لفظة عدل حكيم إلا نادرا، وإن كان كل أحد منهم لو سئل عن صحة إطلاق هذين الاسمين الشريفين على الله تعالى لما وسعه إنكار ذلك، ولا تجد أحدهم يسمي نفسه أو أحد مشائخه أو موافقيه في خلق الأفعال عدليا، ويكثرون اللهج من قولهم: نحن من أهل السنة والجماعة وأهل الحق.

والدعاوى إن لم تقيموا عليها .... بينات أبناؤها أدعياء

وينبغي قبل التكلم على مسائل العدل أن نتكلم في ثلاثة أطراف:

الأول: في حقيقة الحسن وحقيقة القبيح.

الثاني: فيما يستقل العقل بإدراك حسنه او قبحه.

الثالث: في بيان الوجوه التي لأجلها يحسن الفعل أو يقبح، لأن جميع الباب بل وما بعده الخ الكتاب ينبني على ذلك.

مخ ۳۵۳