320

کاشف امین

الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

ژانرونه

علوم القرآن

الفرق بين العدل والتوحيد

فالفرق بين العدل والتوحيد:

أن التوحيد: فيما يجب لذاته تعالى من إثباتها، وإثبات الصفات الواجب له، ونفي الصفات التي لا تجوز عليه.

والعدل: فيما يرجع إلى أفعاله لا إلى ذاته.

وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى الفرق بينهما وبيان كل منهما بأقرب عبارة وأوضح إشارة لما سئل عن العدل والتوحيد فقال عليه السلام: العدل أن لا تتهمه، والتوحيد أن لا تتوهمه. لأن الاتهام يتعلق بالأفعال، والتوهم تصور الذوات، فلا يحصل القول بالعدل إلا بعدم اتهامه بفعل كذب أو ظلم أو عبث، ولا يحصل القول بالتوحيد إلا بعدم توهمه تعالى وتصوره على أي كيف، لأن كلما توهمه الوهم أو تصوره الخيال فهو مخلوق مجعول على ذلك الكيف.

فانظر إلى هذا الكلام البالغ من الفصاحة الغاية والآخذ من البلاغة موضع النهاية، لإحاطته بالمعنى من دون زيادة عليه مع الإيجاز الذي لا يمكن اختصار شيء منه إلى ما ينضم إلى ذلك من علم البديع الراجع إلى تحسين اللفظ بالتجنيس والتسجيع وتقارب اللفظين واتفاقهما في أكثر الحروف وتواردهما من باب واحد وهو النفي المقرون بأن المفسرة، ولم لا وهو كلام أخي رسول الله الأمين وشبيه أنبياء الله الأولين باب مدينة علم المصطفى ومعدن حكمته لمن اتبع هديه واقتفى.

ثم أطلق العدل في تعارف المتكلمين على: العلم بعدل الله وحكمته وتنزيهه عن فعل القبيح، كما أطلق التوحيد عندهم على: العلم بالله تعالى وما يجب له تعالى من الصفات والأسماء وما يجب نفيه عنه تعالى منها، ومنه قوله رحمه الله تعالى:

لو شق عن صدري وجدوا وسطه .... سطران قد خطا بلا كاتب

مخ ۳۵۲