302

کاشف امین

الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

ژانرونه

علوم القرآن

ووجه الاستدلال بهذه الآية أن الاستفهام الإنكاري يفيد النفي والإنكار على من ادعى ثبوت ذلك المنفي، فيكون المعنى من الآية الكريمة كما انتفى أن يستوي الأعمى والبصير وأن تستوي الظلمات والنور كذلك ينتفي أن يخلق الشركاء الذين ادعوهم معه تعالى خلقا كخلقه فتشابه الخلق عليهم، فإذا انتفى ذلك فقل الله خالق كل شيء من أجسام السماوات والأرضين وما فيهما من الأجسام والأعراض الضروريات وسائر المخلوقات كالحيوانات والأرزاق وغير ذلك، فعبر عن الجميع بقوله تعالى: {خالق كل شيء {، فلم يخرج من العموم الذي اقتضاه {كل{ المضافة إلى أعم النكرات وهو لفظ {شيء{ إلا ما خصصه العقل وهو ذاته المقدسة إجماعا لاستحالة أن يكون من مخلوقاته تعالى لما كان للتوبيخ والإرشاد إلى الاستدلال وإسناد الجعل إلى المشركين معنى، وهذا واضح، فقاتل الله أهل الجبر كيف يقلبون التخصيص والتعميم في هذه الآية وأمثالها على حسب أهوائهم.

مخ ۳۳۳