الحال الاعراض لقالت أنا أضعف من الجواهر لأنني فرع عليها فأنا أفقر منها لحاجتي إليها ولو سألت بلسان الحال عقلي وروحي ونفسي لقالوا جميعا أنت تعلم أن الضعف يدخل على بعضنا بالنسيان وبعضنا بالموت وبعضنا بالذل والهوان وأننا تحت حكم غيرنا ممن ينقلنا كما يريد من نقص إلى تمام ومن تمام إلى نقصان وينقلنا كما يشاء مع تقلبات الأزمان فإذا رأيت تحقيق هذا من لسان الحال وعرفت تساوي الجواهر والاعراض وتساوي معنى العقول والأرواح والنفوس وفي سائر الموجودات والاشكال تحققت أن لها جميعا فاطرا، وخالقا منزها عن عجزنا وافتقارنا وتغيراتنا وانتقالاتنا وتقلباتنا ولو دخل عليه نقصان في كمال أو زال كان محتاجا ومفتقرا مثلنا إلى غيره بغير إشكال وقد تضمن ما ذكرت لك كتاب الله جل جلاله وكتبه التي وصلت إلينا وكلام جدك رسول الله رب العالمين، وكلام أبيك أمير المؤمنين، وكلام عترتهما الطيبين الطاهرين من التنبيه على دلائل معرفة الله جل جلاله بما في بعضها كفاية لذوي الألباب وهداية إلى أبواب الصواب.
الفصل السادس عشر: فانظر إلى كتاب (نهج البلاغة) وما فيه من الاسرار، وانظر كتاب (المفضل بن عمر) الذي أملاه مولانا الصادق عليه السلام فيما خلق الله جل جلاله من الآثار، وانظر كتاب الإهليلجة وما فيه من الاعتبار فإن الاعتناء بقول سابق الأنبياء والأوصياء والأولياء عليهم أفضل السلام موافق لفطرة العقول والأحلام.
الفضل السابع عشر: وإياك وما عقدت المعتزلة ومن تابعهم على طريقتهم
مخ ۹