الاطباق والاتساق آيات بينات باهرات للناظرين وحجج لرب العالمين ولسيد المرسلين لئلا يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، وقد أشرت في كتاب الطرائف إلى تفاصيل منها على الوجه الواضح الكاشف وسيأتي في فصول هذا الكتاب زيادة تنبيه وتفصيل شاف لذوي الألباب إنشاء الله تعالى.
ومنها أن علوم أئمتك صلوات الله عليهم كانت آية لله جل جلاله فيهم ومعجزة دالة على إمامتهم لأنهم لم يعرف لهم أستاذ يترددون إليه ولا يشتغلون عليه ولا رآهم شيعتهم ولا أعداؤهم أنهم يقرؤن تلك العلوم على آبائهم على عادة المتعلمين ولا على صفات المدرسين ولا عرف لهم كتاب مصنف اشتغلوا فيه ولا تأليفا دروا حفظ معانيه ولم يعرف عنهم إلا إذا مات الحي منهم قام الباقي بعده من ولده الذي أوصى إليه بالإمامة مقامه في علمه وكلما يحتاج إليه من الخصائص والكرامة.
ومنها أن رواة الشيعة الإمامية أجمعوا على الاطباق والوفاق من حياة جدك محمد وأبيك علي صلوات الله عليهما وآلهما أن الأئمة من ذريتهما يكونون عددا معينا بالأسماء وتعيين الاباء والأبناء وكمال الصفات ثم صدق الله جل جلاله تلك الروايات بوجودهم على ما تقدم الخبر به من الأوقات السالفات وكان هذا من آيات الله جل جلاله فيهم ومعجزات رسوله إكراما لهم عليهم السلام ومعجزات إمامتهم.
ومنها أنك لا تجد أحدا من القرابة والصحابة اتفق له اتفاقا ولا استحقاقا وجود العدد الذي أجمعت عليه الامامية من ولد عن والد وطارف
مخ ۴۱