الله تعالى إليها بغير واسطة من الرجال حتى يهون عليها رمي ولدها ومهجة فؤادها في البحر والأهوال، فلا تقصر همتك يا ولدي محمد عن غاية بلغ إليها حال النساء الضعيفات واطلب ذلك ممن قال جل جلاله (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات) الفصل السادس والأربعون: واعلم يا ولدي محمد ضاعف الله جل جلاله لك شرف عنايته وتحف كرامته أن تشريف الله جل جلاله لك بتكليف معرفته ومعرفة رسوله صلوات الله عليه والأئمة من ذريته عليهم السلام ومعرفة شريعته والقيام بوظايف عباداته من أعظم منه جل جلاله عليك وإحسانه إليك التي لا يقوم لها شكر الشاكرين ولا يقضي حقوقها اجتهاد المجتهدين فإن الأرض التي خلقت وخلقنا منها لو قيل لها وهي تراب تمن أقصى آمالك لعل كان يكون أقصى أمنيتها أن يحييها الله جل جلاله بالماء والنبات والأشجار والأزهار فهذا حياة الأرض والتراب فبلغ فضل الله جل جلاله على ابن آدم المخلوق منها إلى أن رفع الله جل جلاله عن دنائة تلك الأسباب وجعله أهلا أن يدله على مقدس معرفته وحقوق نعمته ويتشرف بخدمته ويكرمه بمشافهته ومجالسته ويهيئ له السماوات والأرض وما فيها من المنافع بيد قدرته ويستخدم في مصالحه وسعادته مقدس علمه وإرادته حتى يبلغ إلى أنه يتولى تدبيره ورحمته في جسده بثوب طهارته.
الفصل السابع والأربعون: ثم جعلك الله جل جلاله يا ولدي محمد وساير المكلفين أهلا أن يكتب إليكم كتابا من مقدس جلالته وعظيم ربوبيته مع
مخ ۲۹