الفصل الثلاثون: ومما يؤكد تصديق الروايات بالتحذير من علم الكلام وما فيه من الشبهات أنني وجدت الشيخ العالم في علوم كثيرة قطب الدين الراوندي واسمه سعيد بن هبة الله رحمه الله قد صنف كراسا وهي عندي الان في الخلاف الذي تجدد بين الشيخ المفيد والمرتضى، وكانا من أعظم أهل زمانهما وخاصة شيخنا المفيد، فذكر في الكراس نحو خمس وتسعين مسألة قد وقع الاختلاف بينهما فيها من علم الأصول وقال في آخرها لو استوفيت ما اختلفا فيه لطال الكتاب وهذا يدلك على أنه طريق بعيد في معرفة رب الأرباب.
الفصل الحادي والثلاثون: يقول السيد الإمام العالم العامل الكامل العلامة الفاضل العابد رضي الدين ركن الاسلام جمال العارفين أفضل السادة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاووس بلغه الله أمانيه وكبت أعاديه، إنني وجدت مثال شيوخ المعتزلة ومثال الأنبياء عليهم السلام مثل رجل أراد أن يعرف غيره أن في الدنيا نارا موجودة وذلك الرجل الذي يريد أن يعرف وجودها قد رأى النار في داره وفي البلد ظاهرة كثيرة بين العباد ما يحتاج من رآها إلى المعرفة بها ولا اجتهاد فقال له هذا يحتاج معرفته إلى إحضار حجر النار وهو في طريق مكة لان كل حجر ليس في باطنه نار ويحتاج إلى مقدمة ويحتاج إلى محراق وأن يكون الانسان في موضع سليم من شدة الهواء لئلا يذهب بالحراق ويطفي ما يخرج من الحجر من النار فاحتاج المسكين إلى تحصيل هذه الآلات من عدة جهات وبعدة توسلات ولو كان قد قال له من مبدء الامر هذه النار الظاهرة بين العباد هي
مخ ۲۰